السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الرّأسماليّة تَعِدُكُم الشرّ ونظام الإسلام يَعِدكم خيرا كثيرا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الرّأسماليّة تَعِدُكُم الشرّ ونظام الإسلام يَعِدكم خيرا كثيرا

 


الخبر:


دخلت فرنسا في حملة موسعة ضد العنف الزوجي ابتداء من 3 أيلول/سبتمبر 2019 وحتى 25 تشرين الثاني/نوفمبر من العام الجاري. إذ قتلت 101 فرنسية على أيدي شركاء حياتهن في سنة 2019. وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب عند افتتاح الأيام الحكومية ضد العنف الزوجي - الذي تحول لظاهرة حقيقية، أصبحت تثير قلق المجتمع الفرنسي - عن خطة بـ5 ملايين يورو من أجل إحداث 1000 سرير ومكان لإيواء الضحايا ويتوقع أن تعلن في الأيام المقبلة إجراءات عاجلة أخرى لوقف القتل ضد النساء من شركاء حياتهن. (فرانس24 - 2019/09/03).


التعليق:


تحاول الحكومة الفرنسيّة وغيرها من الحكومات في شتّى أنحاء العالم، دون جدوى، مواجهة نزيف العنف ضدّ المرأة وتزايد عدد الضّحايا من النّساء اللّواتي قضين نتيجة لذلك، وترى الجمعيّات الناشطة في المجال والمنظمات النّسوية أنّ الميزانيّات المخصّصة في الغرض ما زالت دون المطلوب كما أنّ التشريعات بعضها غير صارم والبعض الآخر ينقصه التّطبيق.


ولو أنّ فرنسا وكلّ الدّول أنفقت ما لديها لوقف موجة العنف الزّوجي لباءت كلّ مبادراتهم بالفشل، ذلك لأنّ كل هذه المجتمعات تسودها القيم العلمانيّة الليبراليّة وتقوم الرّوابط فيها على أساس الحرّيات الشخصيّة والجنسيّة والنّزعة الفرديّة والمادّية فتجد أنّ العلاقات الأسريّة تتحلّل من الالتزام بالمسؤوليّة ويضيع فيها تحديد الأدوار الموكل إلى هوى كل طرف، هذا إضافة إلى نسب جميع المشاكل، على اختلاف أنواعها، التي تتعرّض إليها المرأة إلى انعدام المساواة بين الجنسين وتركيز الحلول على مقاربة النّوع الجنسي.


إنّ مشكلة العنف الزوجي لن تُحلّ بمظاهرات أو إنشاء مراكز إيواء أو مستشفيات وإحاطة طبية خاصّة أو تشريعات إن طُبّقت تقضي بالسّجن على جانٍ بعينه وتبقى الجناية سارية المفعول في المجتمع، كلّ هذه الآليّات قاصرة عن معالجة هذا الوباء لأنّ البيئة المحيطة به أصلا تعزّز من انتشاره. وهذا ما خلّفته الرّأسماليّة وراءها؛ حقوقا مسلوبة وشخصيات مهزوزة وأسرا مفكّكة وغيابا للرّاحة والطمأنينة، في حين إن شريعتنا الإسلامية وضعت القواعد المنظمة لتكوين الأسرة المسلمة وسنّت النظم الوقائية لتجنب العنف داخلها وتجريم كل عنف ووضعت العقوبة اللازمة للرّدع، ولكن عدم تطبيق هذه الأحكام بغياب تحكيم شرع الله هو ما جعل المجتمعات في البلاد الإسلامية تلحق بركب المجتمعات الغربيّة وتنافسها في معدّلات العنف الأسري بعد أن تخلّت عن نهج ربّها وارتضت الرّأسماليّة نظاما. ينبغي على المسلمين اليوم أن يدركوا عمق الهوّة بين ما هم عليه وبين ما يريده الإسلام لهم وما وعدهم ربّهم به من خير وما يريده منهم لينهلوا من هذا الخير.


قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِيِنَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش

آخر تعديل علىالسبت, 07 أيلول/سبتمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع