- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الذي يسعى إليه النظام المصري بحربه على الإسلام؟!
الخبر:
ذكر موقع 24 الثلاثاء 3/9/2019م، أن وزير الخارجية المصري بحث مع جيل دي كيرشوف، المنسق العام للاتحاد الأوروبي لمكافحة (الإرهاب) تنسيق الجهود بين بلاده والاتحاد الأوروبي لمواجهة ظاهرة (الإرهاب) والقضاء عليها باعتبارها آفة عالمية تهدد جميع الدول والشعوب، ودعا شكري إلى ضرورة المواجهة الشاملة لكافة التنظيمات (الإرهابية) دون تمييز، مشدداً على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي نحو مواجهة كافة أشكال (الإرهاب والعنف والتطرُف)، والعمل على تجفيف مصادر تمويل ودعم الجماعات (الإرهابية) والتصدي لتوفير الملاذ الآمن لعناصرها وتيسير انتقالهم، كما تمت إثارة مسائل تكثيف مساعي التصدي للرسائل المتطرفة الموجودة على الإنترنت، حيث أشار المبعوث الأوروبي في هذا الصدد إلى زيارته لمرصد الأزهر لمكافحة (التطرف)، وأعرب المنسق الأوروبي عن تقديره للجهود التي تبذلها مصر لمكافحة (الإرهاب)، مؤكداً على حرص أوروبا على دفع علاقات الشراكة والتعاون مع مصر وتعزيزها في جميع المجالات، بما في ذلك في مجال مكافحة (الإرهاب) على ضوء ما يمثله من تحدٍ مشترك يستلزم التنسيق الوثيق وتبادل الخبرات للقضاء عليه.
التعليق:
النظام المصري ينظر للإسلام والمسلمين بعيون الغرب ويرى فيهم (الإرهاب) والخطر الحقيقي على وجوده، ولا عجب في ذلك فهو نظام أتى به الغرب لينوب عنه في حكم مصر ويحفظ ويرعى مصالحه فيها وليكون حائلا يمنع أهل مصر من الانعتاق من تبعيته، ولهذا يقدر المنسق الأوروبي جهود النظام في مكافحة (الإرهاب)، وليس هو وحده من أشاد بالنظام المصري فقد صرح ترامب للصحفيين في نيسان/أبريل الماضي عن السيسي أثناء استقباله أنه يقوم بعمل عظيم، وأن العلاقات المصرية الأمريكية لم تكن جيدة يوما ما مثلما عليه الحال الآن، وأنه وواشنطن نجحا في تحقيق تقدم ملموس في العديد من الملفات، وعلى رأسها مكافحة (الإرهاب).
النظام المصري يسوق نفسه كخادم مطيع للغرب وكرأس حربة في صراعه مع الإسلام، ولا يترك مجالا إلا ويظهر فيه عداوته لأفكار الإسلام وسعيه لحربها بكل الوسائل والأساليب متبنيا وجهة نظر الغرب في أن الإسلام هو الخطر الحقيقي الذي يهدد وجوده، وهذه حقيقة؛ فالإسلام هو التهديد الحقيقي للغرب الذي يقتات على ما ينهب من ثروات بلادنا ويتنعم بخيراتنا ويعيش على مقدراتنا، ونهايته الحقيقية بانعتاقنا من التبعية وإيقاف نهبه لثروات البلاد وخيراتها التي يؤمنها له النظام ويضمن حصوله عليها كاملة بلا ثمن ولا مساءلة ولا محاسبة من الشعب الجائع المقهور، بينما يوجب الإسلام تغيير هذا كله وتضمن أحكامه وقوانينه عودة هذه الثروات للشعوب ومنع احتكارها من قبل الغرب وشركاته الرأسمالية، ولهذا فالصراع بالنسبة للغرب هو صراع مصيري يستنفر فيه كل أدواته ويستخدم كل أسلحته خاصة الآن مع تنامي الوعي على ضرورة ووجوب العودة لتطبيق الإسلام في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وبعد سقوط الأقنعة عن كل الحركات والنخب التي دجنها الغرب لتمنع وتؤخر عودة الخلافة مرة أخرى.
ولقد صار واضحا لكل ذي عين بصيرة أن الطريقة الوحيدة الصالحة للتغيير هي طريقة النبي e والتي لم يكن فيها أي عمل مادي أو صراع مسلح بل كانت تفاعلا مع المجتمع بأفكار الإسلام التي تجسدت في الكتلة صراعا فكريا يهدم أفكار الكفر ويبني أفكار الإسلام وينقي عقيدة الإسلام مما علق بها من أفكار الغرب وديمقراطيته ورأسماليته النفعية، وكفاحا سياسيا يفضح المتآمرين والخونة من الحكام العملاء والنخب ويفضح تآمرهم مع الغرب على الأمة كما يحدث من الوزير المصري ورأس نظامه من حرب منظمة على الإسلام وأهله، وقد ظهر جليا أن كل الحركات وما تبنته من طرق لا تعود لتلك الطريقة تنتهي بهم في أحضان الغرب ونظمه وماله القذر سواء أكانت حركات سياسية تعمل في إطار الديمقراطية أو حركات مسلحة يمولها ويدعمها حكام عملاء يحركونها حسب رؤية سادتهم وما يخدم مصالحهم وهو ما نراه واقعا في قادة الفصائل السورية التي يدعمها حكام العرب حتى صاروا كنظام بشار أو جزءاً منه.
في النهاية لم يبق ثابتا على ما يحمل من أفكار إلا أصحاب الطريقة النبوية وكانت كلماتهم أمضى وأقوى على الغرب من رصاص المقاتلين، وهو ما أشارت إليه سابقا مؤسسة راند في تقرير يعود لعام 2004م، حيث أشارت إلى أن حزب التحرير يمارس مع أمريكا نفس ما مارسته مع الاتحاد السوفيتي سابقا وأن أفكاره تتخطى كل الحواجز، كما وصفته بأنه المقاتل الرئيس في حرب الأفكار، ولعل هذا ما دعا المنسق الأوروبي لزيارة مرصد الأزهر الذي يعد أحد ركائز صراع الغرب مع أفكار الإسلام، وهو نفسه ما أشار إليه الوزير المصري بتكثيف مساعي التصدي للرسائل المتطرفة الموجودة على الإنترنت.
إن أفكار الإسلام أقوى من الغرب ونظمه وعملائه، والإرهاب هم أصله وفصله وصانعوه وأمه وأبوه، وتاريخنا الناصع وتاريخهم الدموي خير شاهد ودليل، وهؤلاء الحكام العملاء يثبتون يوما بعد يوم أنهم ليسوا من جنس الأمة بل من جنس عدوها، وحربهم على الإسلام وأفكاره حتى لا تشكل وعي الناس فيعرفوا ما لهم من حقوق وثروات وكيف يفرط فيها النظام ويمنعهم من حيازتها والانتفاع بها بل ويمنحها للغرب بلا ثمن، وحينها ستخرج جموع الناس ليلقوا بالنظام الرأسمالي ورؤوسه ومن خلفهم في هاوية سحيقة.
يا أهل مصر الكنانة، دونكم حزب التحرير وما يحمله لكم من أفكار تبين مشروع الإسلام العظيم الذي ساد الدنيا لما يزيد عن ثلاثة عشر قرنا من الزمان؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة يعرّفكم فيها حقوقكم وواجباتكم ويقدم لكم حلول جميع مشكلات حياتكم تقديما مفصلا من تعليم وصحة وأمن وثروات ونقود واقتصاد بل كل ما يشمل جوانب حياة الناس بحلول ومعالجات حقيقية تضمن إشباع حاجات الناس وسد جوعاتهم والقضاء على ما أنتجته الرأسمالية بسنيّها العجاف من فقر وجهل وجوع ومرض، عافانا الله وإياكم منها، ولا يحتاج هذا إلا نصرة صادقة مخلصة من أبناء جيش الكنانة المخلصين ينحازون بها لأمتهم ومشروعها الذي يعبر عنها فتقام دولة العدل والبر التي تعيد للبلاد خيرها ويأمن في ظلها الشجر والحجر وطير السماء، فيا سعده وفوزه من نصرها ومن كان عاملا لها حال قيامها... اللهم هيئ للأمة أنصارا يقيمون الدولة التي تحب وترضى واجعلنا اللهم من جنودها وشهودها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر