السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مجتمع أنانية وتدافع وتوحد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مجتمع أنانية وتدافع وتوحد

 

 

 

الخبر:

 

في دراسة استطلاعية نشرت حديثا في مجلة [دير شبيغل] وعرضها التلفزيون الألماني، القناة الثانية أمس، بحثت في العلاقات الاجتماعية في المجتمع الألماني، وتضمنت مجموعة من الأسئلة التي طرحت على مجموعة من الناس عشوائية، أظهرت نتائج مرعبة فعلا وخصوصا في الفئة العمرية بين 30-59 عاما وهي الفئة العمرية المتوسطة والأكثر أهمية في المجتمع.

 

التعليق:

 

من اللافت للنظر أن 73% من الآراء تؤكد أن المجتمع يميل إلى الأنانية والتوحد وحب الذات، وأن نسبة 90% تشعر بأن المجتمع أصبح مجتمع تدافع وصراع، وبينما يرى 51% من المستطلعة آراؤهم تحولا سلبيا في المجتمع يرى 16% منهم انعطافا إيجابيا، فيما يستنكف 33% عن الجواب لعدم قدرتهم على تحديد موقفهم.

 

لا غرابة من هذه النتائج في مجتمع ابتعد عن الدين واحتقر القيم الروحية واستهان بالقيم الإنسانية، وترك الحكم للبشر ونشر القيم الرأسمالية والنفعية. ومما يؤكد تفشي هذه الأمراض المزمنة في المجتمع الرأسمالي أرقام أسردها عليكم وأترك لكم تقييمها والحكم عليها وذلك في جواب على سؤال في الاستطلاع المذكور حول تحديد آلية التفاوت بين الأفراد في المجتمع:

 

المقام الأول وبنسبة 76% يحكم على مقام الفرد حسب الطبقة المجتمعية التي ولد فيها

المقام الثاني وبنسبة 73% قياسا على الدخل أو المرتب الشهري

في الدرجة الثالثة وبنسبة 67% يحكم على الشخص بناء على عرقه إن كان جرمانيا أم أجنبيا

في الدرجة الرابعة بنسبة 58% يحكم عليه بمستوى ما يملك من أموال

وهكذا حتى يأتي في نهاية الجدول التقييم حسب الانتماء الديني، والنظرة للحياة وطريقة العيش...

 

فلنقارن هذه النظرة للأفراد في المجتمع مع قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ، وقوله عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع «أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟!»

 

كم هو عظيم هذا الدين الذي صهر الشعوب والقبائل في بوتقة واحدة تؤلف بين القلوب وتجمع البشر من مختلف القبائل والأعراق متحابين في الله كالجسد الواحد، بينما نرى التشاحن والتباغض والأنانية تنتشر في المجتمع الغربي حتى لا يعرف أحدهم جاره ولا يأمن غدر زميله في العمل!

 

إلا أن من الملاحظ انتشار بعض هذه الأوبئة في مجتمعاتنا، وكذلك تغيير وانحراف في النظرة، ألا فاعلموا أن ما آل إليه المجتمع في البلاد الإسلامية من هذا الانحراف في القيم والانحطاط في الفكر ما هو إلا نتاج هذه النظرة النفعية الرأسمالية في الحياة والكون، فاحذروا هذا التقليد وانبذوا هذه الأفكار التي حطت من مقام الإنسان الكريم إلى أدنى دركات الضلال، وانتبهوا إلى قول الله تعالى في سورة محمد عليه الصلاة والسلام: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ * ذَٰلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ﴾.

 

فالحمد لله على نعمة الإسلام ونعوذ بالله من الضلال والانحراف عن نهجه سبحانه وتعالى، بأخذ القيم والأفكار الغربية الغريبة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة – ألمانيا

آخر تعديل علىالإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع