الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الإسلام دين منه الدولة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإسلام دين منه الدولة

 

 

 

الخبر:

 

نشر موقع المستقبل تقريرا تحت عنوان "عودة الدين إلى نقاشات المجال العام على الساحة الدولية"... حيث كانت المقدمة:

 

"لطالما كان الدين وموقعه في المجال العام وحدود علاقته بالسياسة قضية جدلية، وما إن يظن المفكرون أن المسألة قد حسمت بصورة أو بأخرى، حتى تنقلب الأوضاع مرة أخرى، لتكشف التطورات المجتمعية أنها أبعد ما تكون عن الحسم، ويتجدد النقاش حول دور الدين في المجتمع والسياسة".

 

التعليق:

 

أولا: بعد سقوط الفكر الشيوعي وبدايات السقوط للعلمانية بشكل واضح وكبير سواء من حيث الفكر حتى بين أشد المدافعين عنها، أو من حيث الممارسات من الدول الغربية التي تعتد بعلمانيتها، فقد أصبحت العلمانية محلا للرماية والتصويب من أصحابها، فمثلا سبق وألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطاباً أمام مجموعة من القساوسة أكد فيه على ضرورة ترميم العلاقة التي شابها التوتر بين الدولة والدين ممثلاً بالمؤسسة الكنيسية، وقد اعترف الرئيس الفرنسي في خطابه أن أكثر الذين عادوا الكنيسة انطلقوا من توجهات تخدم مصالحهم في المناسبات السياسية.

 

وهذا كتاب موت حضارة الغرب العلمانية لـ"باتريك بوكانن" أمام صعود الإسلام وإن كانت المسألة ليست بحث أي دين بل بحث وجهة النظر أي الفكرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة على أساس روحي وربط الحياة بما قبلها وما بعدها بعد أن ذاقت البشرية سوء التشريع الوضعي والنظريات الغربية وأدت إلى ضنك العيش مصداقا لقوله تعالى ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.

 

ثانيا: كم هي مؤلمة هذه الأبحاث والأفكار والمراجعات عند الغرب في الوقت الذي نرى فيه بعض الحركات في بلاد المسلمين تفصل السياسي عن الدعوي؛ قال الغنوشي زعيم حركة النهضة في تونس في تصريحات صحفية: "نحن بصدد التحول إلى حزب سياسي يتفرغ للعمل السياسي، ويتخصص في الإصلاح انطلاقا من الدولة، ويترك بقية المجالات للمجتمع المدني ليعالجها، ويتعامل معها من خلال جمعياته ومنظومة الجمعيات المستقلة عن الأحزاب بما في ذلك النهضة". من جهته اعتبر الداعية الإسلامي، أحد علماء إخوان الأردن، محمد سعيد أبو جعفر، الفصل بين الدعوي والسياسي شيئا جيدا وجميلا من الناحية النظرية، ومن حيث إسناد النشاطات إلى أهلها من ذوي الاختصاص والخبرة، لكنه صعب إن لم يكن مستحيلا من حيث التطبيق العملي.

 

إن حقيقة الفصل هذا هو العلمانية من أوسع أبوابها وهو سقوط كبير في مستنقع الفكر الرأسمالي ممن يسمون أنفسهم حركات إسلامية في الوقت الذي تتوق الأمة لعقيدتها ودينها وبدأت تتلمس طريقها للنهضة على أساس روحي وفي الوقت الذي سقطت فيه تلك الأفكار العفنة في بلادها وبدأت بالمراجعات لتلك الأفكار الفاسدة. إنَّ الغرب عجَز عن أن يلتمسَ مفاهيم الدين الحق، ووقَف من الإسلام موقِفَ العداء الشديد والخصومة المستعصية بدون أن يقِفَ على حقيقة، والغرب اليوم يفهم أزمته تماماً، لكنه غير قادرٍ على الْتِماس الطريق الصحيح؛ يقول أحد علماء الغرب: "إنَّ دين أوروبا اليوم هو الماديَّة لا النصرانية، وإنَّ حضارة الغرب تعوزها الرُّوح".

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسن حمدان

آخر تعديل علىالأربعاء, 18 أيلول/سبتمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع