- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى وفاة جمال عبد الناصر: الزعامة الكاذبة والدرس المستفاد
الخبر:
في الثامن والعشرين من أيلول/سبتمبر عام 1970 توفي جمال عبد الناصر، وتحل علينا اليوم الذكرى الـ49 على رحيله.
التعليق:
استطاع جمال عبد الناصر لسنوات عديدة في حياته أن يرسم في أذهان النّاس صورة الزعيم البطل المغوار فكان يسحر غالبية الشعب بلسانه، ويتوغل في عقولهم بما كان يُلهبه من مشاعر الوطنية والقومية والشخصية المصرية التي تستطيع تحدي الأعداء حتى وصل الأمر لضرب شباب حزب التحرير في تلك الحقبة بالطوب بسبب حديثهم حول عمالة الرجل! اليوم وبعد مرور كل تلك السنوات لم يعد صعبا نزع ورقة التوت وتعرية حقيقة الزعيم الخرافة بالعودة لبطون الكتب، ومذكرات من عاشوا تلك الحقبة، ومن خرجوا يدلون رواياتهم للإعلام بعد زمن عبد الناصر... لقد كان عبد الناصر فعلا عميلا أمريكيا بامتياز وكانت الهزائم التي مني بها في كل حروبه؛ حرب السويس 56، وحرب اليمن 62، وحرب 67 التي خسر فيها مساحات شاسعة ظلت تابعة لمصر لعشرات السنين مثل غزة وسيناء والسودان، لقد كانت تلك الهزائم نتيجة طبيعية وحتمية لدوره الذي رسم له وكان يلعبه.
وما كان عبد الناصر لينجح كل ذلك النجاح في خداع النّاس وتضليلهم لولا يد الغرب التي كانت تسنده وتذلل له الصعوبات ولولا الإعلام الذي اشتغل كثيرا لإخراجه في صورة البطل المقدام صاحب القضية النبيلة؛ لذلك فإنّ الدرس المستفاد بعد كل هذه الأعوام أنّ على الأمة الاسلامية أن لا تعطي قيادتها لعميل أبدا وأنّ عليها أن تتحرى حقائق الأمور وتبحث جيدا عن المخلصين الذين سيحققون فعلا ما تصبو إليه من وحدة ومن تحرير فلسطين وردّ كيد الأعداء، ولا بدّ تباعا من الانتباه لأجندات الإعلام الخبيثة ولدوره في صناعة الزعامات الوهمية والتعتيم على الصادقين.
وفي الختام نقول إنّ عبد الناصر الذي كان قد تسلّم السلطة في مصر وملكها والذي أُطلق عليه "صاحب مصر والسودان"، قد مات وهو لا يملك من أمره إلا الخسارة والفشل والخيبة بسبب عمالته وخيانته، فحريّ بكل ذي لبّ أن يدرك أنّ درب العمالة هو طريق مسدود يردي بالسائرين فيه إلى واد سحيق، وأنّ الشعوب لا تبقى مضلّلة على الدوام ما دام في ثلّة منها الوعي والسعي إلى نصرة الحق.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي
آخر تعديل علىالأحد, 29 أيلول/سبتمبر 2019