السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
موت موغابي: ليس نهاية التدخل الاستعماري (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موت موغابي: ليس نهاية التدخل الاستعماري

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

رثى زعماء العالم رئيس زيمبابوي السابق روبرت غابرييل موغابي الذي توفي في سنغافورة في السادس من أيلول/سبتمبر عام 2019 عن عمر يناهز 95 عاماً. واعتبر خلف الرئيس موغابي، الرئيس إيمرسون منانغاجوا، عند إعلان وفاة موغابي "رمزاً للتحرير". ووصفه رئيس كينيا أوهورو كينياتا والرئيس السابق مواي كيباكي بأنه "قائد حالم حارب من أجل تحرير الأفارقة". وقال المتحدث باسم بوريس جونسون: "بالطبع، نعرب عن تعازينا لأولئك الذين نرثيهم لكننا نعرف أنه كان بالنسبة للكثيرين، عائقاً أمام مستقبل أفضل...".

 

التعليق:

 

انقسم العالم على نفسه بسبب تراث زعيم كان يُشاد به في وقت من الأوقات باعتباره بطل تحرير في الحقبة الاستعمارية فيما تحول فيما بعد إلى ديكتاتور ملطخة يداه بالدماء لينتهي حكمه الاستبدادي الذي دام 37 عاماً في انقلاب عام 2017. تم بعدها سجنه وتعذيبه في حقبة إيان سميث وحكم الأقلية البيضاء فيما كان يعرف آنذاك باسم روديسيا، كان ينظر إلى موغابي من العديد من الأفارقة كمحرر مبدع واعتبره سيده الاستعماري البريطاني الذي رفع من شأنه ثوريا. أعطى اتفاق لانكستر هاوس عام 1979 في لندن حق الاستقلال لزيمبابوي وعاد موغابي إلى وطنه كبطل.

 

كشفت فترة حياة روبرت موغابي عن مفهوم الاستقلال الخاطئ. "الكفاح من أجل الاستقلال" من "الأبطال" الأفارقة الذين وصفوا بأنهم محررون أصبحوا فيما بعد يعرفون بالظالمين. منذ وصولها إلى السلطة السياسية، ظلت الحركات المناهضة للاستعمار في العديد من البلدان الأفريقية مثل زيمبابوي وأنغولا وموزمبيق وناميبيا وجنوب أفريقيا مسيطرة على المجتمعات الاستعمارية السابقة. فقد عمل أسياد المستعمرات الأوروبيون بفعالية لاستبدال حكم السكان الأصليين السود بحكمهم القسري الأبيض مع بقاء الاستعمار. كانت الحركات الأفريقية مدعومة وموجهة من الأسياد الاستعماريين أنفسهم. وتحت مظلة الحكم الذاتي، أُدخلت على القارة الأفريقية نماذج جديدة من الحكم والأفكار كالديمقراطية التعددية، التي ولدت وتطورت على يد القوى الاستعمارية الغربية. لكن هذه الأفكار الجديدة قادت أفريقيا إلى الركود الاقتصادي والسياسي والمجتمعي وعدم الاستقرار. ومن المفارقات أن الغرب ألقى باللوم على الحكام الأفارقة القدامى "متلازمة الرجل الكبير" في الأزمات التي تواجه أفريقيا والتي كانت بالفعل نتيجة لنظام الحكم الديمقراطي الخاطئ. وهكذا، قاموا بضبط نغمة جديدة - حلم جديد لأفريقيا يطلق عليه "النهضة الأفريقية" كبديل يدعون أنه يتناقض مع الحكام الأفارقة القدامى وذلك لخداع السذج فيعتقدون بأن أفريقيا لديها رؤية.

 

بعد وصوله إلى السلطة مباشرة، شدد موغابي قبضته للبقاء في السلطة وبدأ في قمع منافسيه السياسيين أمثال جوشوا نكومو؛ زميل موغابي الـ"مقاتل من أجل الحرية" الذي سقط بسقوط موغابي. تحولت هذه الأزمة إلى تصادم عنيف عندما نشر موغابي لواءه الخامس المدرب من كوريا الشمالية لسحق تمرد مسلح من المقاتلين الموالين لنكومو في مقاطعة ماتابيليلاند عندما مات ما لا يقل عن 20 ألف شخص في ماتابيليلاند. لذلك، ظهر عنف الدولة كوسيلة لحماية أولئك الذين ورثوا السلطة ضد أولئك الذين يُنظر إليهم كقادة معارضين. كما تحدثت لجنة جنوب إفريقيا، التي تم إضفاء الطابع المؤسسي عليها من الحكومة، عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. لم يخجل الرئيس نيلسون مانديلا من تقديم اعتذار علني إلى ضحايا إخفاق حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في احترام حقوق الإنسان الأساسية. وفي عام 2008، شكلت الحكومة الكينية لجنة معروفة باسم لجنة الحق والعدالة والمصالحة في كينيا (TJRC) لتحليل المظالم التاريخية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من الأنظمة المستقلة.

 

مما لا شك فيه، أن بريطانيا المستعمرة في زيمبابوي قد سهلت إزالة موغابي في عملية استيلاء عسكرية في عام 2017 وجلبت الرئيس الحالي إيمرسون منانغاجوا من خلال الهيئات الإقليمية؛ مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية (SADC) والاتحاد الأفريقي (AU). لا تزال بريطانيا رقيبة على مستقبل زيمبابوي لأنها تكذب برداء الديمقراطية، والتي أثبتت فشلها التام. يجب أن يفهم شعب زيمبابوي بخاصة وأفريقيا عموماً أن موت أي من قادتهم لا يعني نهاية التدخل الاستعماري. والحقيقة هي أن المركز السياسي لأفريقيا لا يزال مرتبطاً بالغرب. وستتحرر أفريقيا حقاً من قيود الاستعمار الجديد على يد قائد عظيم صاحب رؤية واضحة ومباشرة والذي سيسعى جاهدا إلى نيل رضوان الله عبر تطبيق الإسلام في مجالات الحياة كلها في ظل خلافة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شعبان معلم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا

آخر تعديل علىالأحد, 06 تشرين الأول/أكتوبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع