- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما زال الشعب يريد إسقاط النظام، فاحذروا تزوير الوعي
الخبر:
يُدلي الناخبون في تونس بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد، فيما يُتوقّع فوز المترشح قيس سعيّد أمام منافسه نبيل القروي إذا لم تُزوّر الانتخابات.
التعليق:
منذ انطلاق الثورة عام 2011 في تونس، وشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي تعالت به الأصوات، ما زال حاضرا في أذهان الناس وعلى ألسنتهم، رغم حملات التكميم والتضليل ورغم النكبات والانحدارات وعودة الممارسات القمعيّة السلطوية ورغم التصعيد في سياسة التركيع والإذلال ورغم المؤامرات الداخلية والخارجية لتثبيط هذا الشعب ومحاولة إحباط النفَس الثوري الذي يبقى حيّا، يخبو فترة وينتعش أخرى لكنّه لن ينقطع ما دامت الثورة قد أصبحت عقليّة وطريقة للشعوب في فرض إرادتها...
"الشعب يريد إسقاط النظام" هو أول التحركات التي انطلقت بها الثورة فوثبت به مباشرة نحو قصر قرطاج ثم إلى مؤسسات أخرى بالدولة ممّا جعل من هذا الشعار تصديقا عمليّا لإرادة الشعوب في التغيير! ولعلّ هول الصدمة قد أربك المستعمر في ترتيب خططه وإعادة فرز أوراقه ممّا أعطى لهذا الشعب مُتاحا زمنيا بأن يُعبّر عن إرادته، لكنّ سقف الوعي كان متواضعا، وهذا ما ساهم في تدخّل المستعمر بوجوه مختلفة وبدائل جديدة.
وتمرّ ثمانية أعوام عجاف، فيها من الوهن والضعف والعجز والفشل ما يوهم البعض أن إرادة التغيير باتت وهماً وسرابا بعد ما آل إليه الوضع في تونس الذي بات مزريا ومعقّدا أكثر مما كان عليه قبل الثورة!
لكن الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة قد أعادت للناس ثقتهم بإرادتهم وبقدرتهم على قلب المعادلة حتى لو كانوا هم الجهة الأضعف، يكفي أن الشعب قد أسّس بعض الثوابت في سيرورته، منها ملف الثروات وعدم التطبيع مع كيان يهود ورفض التدخل الأجنبي الفرنسي... وهذا ما جعل سهم المترشح قيس سعيّد ينطلق بقوّة خصوصا بعد المناظرة التلفزيونية المباشرة مع خصمه المافيوزي نبيل القروي والذي بدا فاشلا ومرتبكا أمام سعيّد.
ورغم سطحيّة الردود التي أبداها سعيّد من ملفّ الإرهاب المحلي والأمن القومي والسياسة الخارجيّة للدولة وعدم وضوح طرحه السياسي لكن وصفه لعبارة التطبيع بالجريمة والخيانة العظمى قد جعل من رصيده الشعبي يتنامى ويحظى بالإقبال والاستحسان محليّا وعربيا.
لكن، هل ما زال "الشعب يريد إسقاط النظام"؟
نعم هو ما زال يؤمن بتحقيق هذه الإرادة ولكنّ فئة منه قادتها طفرة الوعي إلى تغيير النظام بشخص قيس سعيّد وقد تكون أول فئة تنتفض عليه إذا خذلها.
أما فوز القروي فهو إعدام لهذه الإرادة، لذلك فإنّ فوزه (بالتزوير طبعا) هو مجال لثورة مترقّبة وغير متوقّعة المآلات.
أما عن تغيير النظام الحقيقي فهو تغيير للفكر والتشريعات بما يُضادد المنظومة الرأسمالية وما أنتجت في الشرق والغرب، وهذا التغيير لا يكون إلا بفكر الإسلام وتشريعات الوحي... وأبدا لن يكون بأنظمة بشرية قاصرة مهما بلغ إخلاص مُقنّنيها وتفاني مشرّعيها ونظافة يد مطبّقيها فلن تحقق إلا الفساد.
﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري
وسائط
1 تعليق
-
اللهم لا حل ولا خلاص إلا بتحكيم شرعك العادل اللهم هيئ لنا سبيل إقامة دولة الخلافة الراشدة