- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
"السياسة الخارجية للولايات المتحدة للبيع. من سيشتري أيضا؟"
(مترجم)
الخبر:
في مقال رأي في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2019، جاء في عنوان في واشنطن بوست، "السياسة الخارجية للولايات المتحدة للبيع. من سيشتري أيضا؟" كانت واشنطن بوست تكتب عن شهادة عضو الكونجرس ماري يوفانوفيتش، السفيرة السابقة لأوكرانيا، التي طُردت وطُلب منها العودة إلى المنزل "على متن الطائرة التالية "لأن" حملتها ضد الفساد في أوكرانيا أزعجت الرجلين إيجور فرومان وليف بارناس، اللذين كانا عميلين لرودولف و. جولياني، صديق للرئيس ترامب ورئيس بلدية نيويورك السابق". وشهدت السفيرة السابقة في أوكرانيا بأنها لا "تصدق أن الحكومة الأمريكية اختارت تنحيتي عن منصب سفير بناءً، في أقصى ما أستطيع قوله، على ادعاءات مزيفة لا أساس لها من الصحة من أشخاص لديهم دوافع مشكوك فيها بوضوح".
واختتمت واشنطن بوست بالقول: "ما مدى ثقتنا في عدم وجود مصالح خاصة على المحك عندما وعد ترامب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بإمكانه أن يغزو شمال سوريا؟ هل يمكن أن نكون على يقين من أنه لا توجد مصالح خاصة تشكل علاقة الولايات المتحدة مع روسيا أو السعودية؟ الجواب هو لا، لا ولا. هذا هو البيت الأبيض الأكثر فساداً في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، ولا يمكننا التأكد من أي شيء على الإطلاق".
التعليق:
في الواقع، يمكننا أن نكون متأكدين تماماً من شيء واحد: السياسة الخارجية للولايات المتحدة وكل سياسة أخرى ستكون وبشكل كامل في خدمة المصالح المالية الخاصة! في حين إن الولايات المتحدة دولة مبدئية، فإن دستورها وأنظمة الحكم فيها مؤطرة لدعم ذلك المبدأ، تُفسد الرأسمالية في كل مرة من الديمقراطية، والمصالح المالية تفوق حتماً ما يسمى "المثل العليا". وقد تم تشريع الأنظمة والإجراءات للحد من بعض تجاوزات الرأسمالية، كالاحتكار التجاري المهيمن، والذي إن لم يُراقب فسيسمح لشركة واحدة بالسيطرة على الاقتصاد كله. حذر الرئيس السابع للولايات المتحدة، أندرو جاكسون، عدة مرات من خطر تخريب البنوك والشركات للحكومة. واشتكى في عام 1832م من أن "الأثرياء وأصحاب النفوذ غالباً ما يلوون أعمال الحكومة لتصب في دائرة مصالحهم الأنانية... لجعل الأثرياء أكثر غنى وأصحاب النفوذ أكثر نفوذا".
يتكرر هذا القلق كثيراً في الخطاب التاريخي، والشعور السائد بين الأمريكيين، بأن حكومتهم قد أفسدتها قوى مظلمة أو "دولة عميقة"، ولكن غالباً ما يتم تجاوز هذه المشاعر، وليس أقلها التشاؤم الشعبوي للرئيس الحالي. فقد قال ترامب في حفل تنصيبه:
"اليوم نحن لا ننقل السلطة من إدارة إلى أخرى، أو من طرف إلى آخر - لكننا ننقل السلطة من واشنطن العاصمة ونعيدها إليكم، الشعب الأمريكي.
لفترة طويلة جداً، حصدت مجموعة صغيرة في عاصمة بلادنا ثمار الحكومة بينما تحمل الناس التكلفة.
ازدهرت واشنطن - لكن الناس لم يشاركوا في ثروتها.
ازدهر السياسيون - لكن الوظائف تركت، وأغلقت المصانع.
المؤسسة حمت نفسها، لكن لم تحم مواطني بلادنا.
انتصاراتهم لم تكن انتصاراتكم. انتصاراتهم لم تكن انتصاراتكم. وبينما احتفلوا في عاصمة دولتنا، كان هناك القليل للاحتفال به بالنسبة للعائلات التي تكافح في جميع أنحاء بلادنا".
لذلك، هو أيضاً، مثله مثل الرئيس السابع للولايات المتحدة، وآخرين منذ ذلك الحين، اشتكى من أن النخب الغنية كانت تستولي على السلطة على حساب الشعب. أثناء توليه منصبه، وعد: "أن كل التغييرات - تبدأ من هنا الآن، الآن، لأن هذه اللحظة هي لحظتكم: إنها ملك لكم".
ووعد بأنه "سيستنزف المستنقع"، لكن إدارته أصبحت أمّ المستنقعات جميعا. رُفعت دعاوى الإقالة ضده، وسيكون من العار أن يتم تذكره بسبب سلوكه الاستثنائي وشخصيته الوقحة، وفي الواقع كانت إدارته من النوع الشائع جداً. الدعوة إلى الحرية ووعد بأمريكا جديدة وعظيمة، في حين لم يقدم إلا الفساد حيث تقدّم ثروة الشعوب جائزة لأصدقائه وشركائه. على الأقل قام بإزالة القناع وكشف حقيقة الرأسمالية بشكل أكثر وضوحا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله روبين