- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المساواة بين الرجل والمرأة تحتاج إلى قرن آخر لتتحقق!!!
الخبر:
الجزيرة نت - احتلت أيسلندا مرة أخرى مركز الصدارة في أحدث مؤشر للفجوة بين الجنسين الخاص بمنظمة "وورلد إيكونوميك فوروم"...
وقالت الكاتبة روزاموند هوت في تقريرها التابع للمنظمة إن أيسلندا قلصت الفجوة بين الجنسين بنسبة 88%، في المقابل، يبلغ متوسط الفجوة المتبقية الآن 31.4% مقارنة بـ32% العام الماضي. ولكن الطريق نحو تحقيق المساواة بين الجنسين لا يزال طويلا، إذ سيستغرق تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة 99.5 عاما، وفقا لمعدل التغيير الحالي.
وتأتي مباشرة بعد أيسلندا النرويج التي تحتل المركز الثاني، ففنلندا ثمّ السويد. ثمّ نيكاراغوا تليها نيوزيلندا وأيرلندا وإسبانيا ورواندا وألمانيا.
والجدير بالذكر أنّ الولايات المتحدة احتلت المرتبة الثالثة والخمسين هذا العام مسجّلة تراجعا بمرتبتين...
التعليق:
إنّ التقارير الصادرة من هنا وهناك والتي تخرج علينا بين الفينة والأخرى والمتعلقة بمتابعة موضوع تحقيق المساواة التامة بين الجنسين تؤكد الحقائق ذاتها في كل حين:
أولا: إنّ الوصول إلى المساواة لا تزال تحتاج إلى قرن آخر في أفضل بلد سدّ أكبر فجوة بين الجنسين، فما بالك بالبلدان الأخرى التي لا زالت المساواة فيها بعيدة بُعد السراب عن الظمآن فالقرون قد تتعدد وتتعدد!!
ثانيا: وهو الأهمّ؛ إنّ أيسلندا اليوم رغم تقدمها المبهر في مجال تحقيق المساواة هل يمكن اعتبارها نموذجا ناجحا يحتذى به وهي التي لم تستطع القضاء على العنف المسلط ضد النساء ويعاني مجتمعها من الانحلال والفسوق؛ فأكثر من ثلثي الأطفال فيها مولودون من السفاح؟! هل تعتبر أيسلندا فعلا اليوم، بعد كل ما حققته، دولةً نجحت في إرساء مجتمع راق تنظم علاقاته قوانين عادلة وصحيحة؟!
ثالثا: وهو الأهمّ من هذا وذاك: أليست منظمة الأمم المتحدة هي التي جرّت العالم لسباق المساواة المحموم وتتابع التقدم المحرز فيه؟ أليست هي ذاتها ذراعا من أذرع الولايات المتحدة المعتمدة لفرض هيمنتها على العالم؟
لماذا إذا نجد الولايات المتحدة دائما تتأخر في سباق المساواة إذا كان مشروعها العالمي الذي تفرضه عبر الأمم المتحدة فيه الخير الكثير؟! فقد تأخرت في المصادقة على "سيداو" لسنوات، وها هي في الأعوام الأخيرة تتراجع مرتبتها مع كل تقرير صادر. فأي مفارقة عجيبة هذه؟!
إنّ اللبيب بالإشارة يفهم! فما بالك إذا حضرت المعطيات والأدلة: إنّ مشروع المساواة بين الجنسين الذي سوقته الأمم المتحدة من خلال مؤتمرات بيجين وما تبعها لهو مشروعُ فرضِ هيمنةٍ ولعب ببوصلة العالم وتوجيهها في اتجاه خاطئ للأسف.
إنّ ما يحتاجه العالم اليوم لإنصاف المرأة هو مشروع قادر على القضاء على ما تعانيه النساء، مشروع مناقض لمشروع أمريكا؛ فمشروع المساواة العالمي قد أثبت أنّ حلوله غير ناجعة وأنّ السير فيه إضاعة لعمر شعوب بأكملها ركضت خلف وهم وحلول زائفة؛ برعاية الأمم المتحدة أداة أمريكا لفرض هيمنتها.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي
آخر تعديل علىالأحد, 29 كانون الأول/ديسمبر 2019