- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب التحرير رائد الأمة في القوامة على وعيها السياسي المنبثق عن فكر شرعي
الخبر:
نظم حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين، الخميس مسيرة ووقفة حاشدة في رام الله استنكر فيها استضافة الرئيس الروسي بوتين في الأرض المباركة. وذلك بعد أن كانت السلطة الفلسطينية قد منعت وقفة دعا لها الحزب في 21 من الشهر الجاري، حيث حوّلت رام الله لثكنة عسكرية ومنعت شبابه من الوصول للمدينة بل احتجزت العشرات منهم.
التعليق:
كانت السلطة الفلسطينية قد روّجت لزيارة بوتين السفاح المجرم قبل أيام من زيارته لفلسطين، وعدّتها عبر إعلامها الذي احترف التسحيج والتطبيل للباطل، زيارة تاريخية بين بلدين تجمعهما صداقة تاريخية وعلاقات قوية. وبغض النظر عن المهزلة في هكذا توصيف وما فيه من مجانبة للحقائق وتضليل سياسي لم يمر على أهل فلسطين الشرفاء الذين يدركون أن السلطة لا ترقى لمستوى بلديات فكيف تصبح دولة ذات سيادة بل وتجمعها مع روسيا علاقات قوية وصداقة تاريخية؟! وروسيا هي المجرم الأكبر ليس في الشام وأفغانستان والشيشان فقط، بل هي التي باعت أراضيَ من كنائس فلسطين كالمسكوبية ليهود وملّكتهم أرضها.
هذه الزيارة التي رافقتها زيارة قادة من دول الاتحاد الأوروبي لفلسطين واستضافتهم السلطة، لم يستنكرها من الفصائل العاملة في الساحة السياسية غير حزب التحرير، ولم يحشد الحشود لرفضها غيره، في مشهد يؤكد تكراره على تفرد حزب التحرير بعبء رعاية شؤون المسلمين والقوامة على فكر المسلمين وحراسة الدين.
رغم منع السلطة لوقفة الثلاثاء، ظانّة أنها تنتصر بباطلها على صوت الحق الصادع بالحقيقة الشرعية المتمثلة بأن دماء المسلمين واحدة وهم يد على من سواهم، رغم المنع جاء الرد القوي من حزب التحرير الرائد الذي لا يخذل أمته بأن السلطة أصغر من أن تفت في عضد شباب الحزب أو تمنعهم دعوتهم، فلن تنجح في ما فشل فيه أعتى الطغاة في غير بلد من بلاد المسلمين.
القادة الذين استضافتهم السلطة، زاروا في الوقت ذاته كيان يهود، بمناسبة ما يزعمه الاحتلال ذكرى المحرقة، وصلّوا مع يهود عند حائط البراق ومنهم ماكرون رئيس فرنسا الذي استهجن دخول شرطة الاحتلال لكنيسة سانت آن حيث عدّ الأمر اعتداء على سيادة فرنسا التي كانت تملكت الكنيسة من بريطانيا أيام الاحتلال البريطاني لفلسطين، وقال عنه إنه اعتداء على حرمة مكان مقدس، بينما هو في الوقت ذاته يدخل مدنِّساً لمكان مقدس لدى المسلمين بحماية أفراد الشرطة ذاتهم! وما كان له أن يدخل للأقصى ولا كل فلسطين لولا خيانة السلطة السباقة لكل مذلّة وغياب قائد مخلص للمسلمين كالسلطان عبد الحميد وجدّه السلطان سليمان القانوني، وغياب قادة مخلصين لجيوش المسلمين كالمظفر قطز والناصر صلاح الدين.
كانت هناك العديد من حسابات التواصل لناشطين في القدس وغيرها، قد تكلموا عن هذه الزيارة وما تمثله من تدنيس للأقصى، لكن الحديث بقي عند هذا الحد، ولم يتجاوزه لمفاهيم الكفاح السياسي مع السلطة التي سمحت بهذه الزيارات، ولا وصل لمفاهيم وحدة الأمة وضرورة وحدتها ضد عدوها، بل كان جل الحديث عندهم يدور عن تدنيس ماكرون للأقصى وزيارة هؤلاء المجرمين لكيان يهود، في صورة تحصر القضية بين أهل فلسطين ويهود، وتفصلها عن إطارها الشرعي وسياق الأمة الواحدة التي أجرم أمثال بوتين وماكرون بحقها فلا يمكن استقبالهم من أهل فلسطين.
وأخيراً أتوجه بالسؤال للفصائل والنشطاء وكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد: لو لم يزر المجرمون الذين استضافتهم السلطة كيان يهود، ولم يدنسوا الأقصى، فهل يجوز استقبالهم؟! وهل تصبح زيارتهم لبلادنا من قبيل العمل السياسي والحنكة الدبلوماسية؟! وهل يجوز تلقي الدعم المالي أو غيره منهم؟!
ختاما: الحمد لله على نعمة حزب التحرير، رائد الأمة الذي لم يكذبها ولم يخذلها ولم يداهن عدواً ولم يجامل طاغية.
﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ [الرعد: 17]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بيان جمال