- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
رفض صفقة ترامب لا يكفي بالكلام
الخبر:
ترامب يعد يهود بدولة على معظم تراب فلسطين وعاصمتها القدس كاملة غير قابلة للتقسيم، وعباس يعبر عن رفضه للصفقة ويصرح بأن مكانها "مزبلة التاريخ". [وكالات]
التعليق:
تتعالى الأصوات في أنحاء متعددة من البلاد الإسلامية تعبر عن رفضها لما يسمى صفقة القرن التي أعلن عنها ترامب أول أمس. وقد اجتمعت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ومعها حماس وفصائل فلسطينية أخرى ليستمعوا إلى تفاصيل الصفقة من فم ترامب مباشرة في خطابه بحضور نتنياهو في البيت الأبيض، وكأنهم لم يكونوا على اطلاع على تفاصيلها التي أعلن عنها من قبل في مؤتمر البحرين وما فتئ كوشنر يسمسر لها ويسوق حتى عرف الصغير قبل الكبير بتفاصيلها، فلماذا الاجتماع إذن؟!
عباس يهدد ويتوعد في الوقت الذي ما يزال فيه مُصرا على التنسيق الأمني، وما زالت سلطته تقوم بمهتمها التي أوكلت لها من أوسلو في حماية كيان يهود ولم يسمح بأكثر من التظاهرات والمسيرات "السلمية" للتنديد بالصفقة.
ماذا في جعبته وجعبة المنظمة للوقوف في وجه الصفقة؟ لا شيء سوى الكلام والتهديد والوعيد الكاذب.
ماذا في جعبة الآخرين الذين رفضوها غير الكلام، وقد مضى على التهديد والوعيد أكثر من سبعين عاما؟!
أما كفاكم الكلام أيها المستنكرون؟ أما آن لكم أن تجعلوا لكلماتكم الرنانة وقعا على الأرض ولو يسيرا يعيد لكم بعض الاعتبار، وشيئا من الكرامة التي فقدتموها تماما حتى قبلتم بأن يصفعكم ترامب ونتنياهو بهذه الوقاحة، بل ويركلوكم خارج طاولة المفاوضات التي طالما أشدتم بها، حتى جعلتموها الاستراتيجية الوحيدة لكم؟!
لا أقول عار عليكم يا حكام المسلمين، فالعار يلحق من به ذرة حياء وأنتم لا حياء لكم ولا خلاق.
أقول عار على جيوشكم التي أنفقت عليها الأمة المليارات واشترت لها الأسلحة لتحمي البلاد وتثأر للعباد وتذب عن الأعراض، ولكنها تُستنفر ضد بعضها فيقاتل الأخ أخاه لتحقيق مصلحة كافر مستعمر من الشرق أو من الغرب في ليبيا واليمن، أو يستقوي بها الحاكم على شعبه كما هو الحال في الشام، أو تدافع عن الطاغوت كما يفعل أردوغان في الشام وليبيا...
أقول إن العار كل العار على أبناء الأمة الذين ما زالوا يرفعون صور هؤلاء الحكام الخونة ورايات سايكس بيكو الوطنية ويرفعون شعارات القومية في مسيراتهم ومظاهراتهم التي صدحوا فيها برفض الصفقة المشؤومة.
نقول لكم يا جيوش الأمة وأبناءها المخلصين، إن من يرفض هذه الصفقة اللعينة لا بد أن ينبذ أولئك الذين سمحوا للجبناء من الغرب والأنذال من يهود بأن يتطاولوا عليكم، وهؤلاء هم حكامكم من رؤساء وملوك وأمراء وسلاطين، وما هي إلا أسماء تسموا بها، كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد!
فليفعل ترامب ونتنياهو وبوتين ما يحلو لهم، فلا سلطان لنا الآن عليهم، وإنما سلطاننا على أنفسنا أن نغير حالنا حتى يحقق الله فينا وعده ثم نريهم كيف يكون الثأر وإحقاق الحق، ولن يكون ذلك على يد من يرفع أعلام سايكس بيكو ويقبل بالحكام الرويبضات على أعناقنا يفاوضون باسمنا ويقبلون بذل ومهانة بما يملى عليهم من أسيادهم.
إن سبيلنا الوحيد هو بالانقلاب عليهم وخلعهم من أصولهم والرجوع إلى الله ونصرة دينه لنستحق نصر الله الذي وعد عبادة المخلصين في قوله تعالى في سورة الإسراء: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً﴾.
وأجزم أن كل مسلم قد سمع بهذا الحديث فيما رواه أبو هُريْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، قَالَ: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا اليَهُودَ، حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وراءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ ورائِي فاقْتُلْهُ». صحيح البخاري
هذا وعد الله ولن يخلف الله وعده، ولتحقيق هذا الوعد ندعوكم للعمل الجاد المخلص مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا