- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ضعف إقبال الناخبين في مدينة دكا ليس عرضيا؛ فالناس تريد التخلّص من عبء الديمقراطية
الخبر:
عزا بعض الخبراء وأعضاء في المجتمع المدني الإقبال الضعيف للناخبين في الانتخابات التي جرت في مدينة دكا إلى فقدان ثقة الناس في النظام الانتخابي في البلاد. كما أعربوا عن شعورهم بالحاجة الملحة لحث لجنة الانتخابات على اكتشاف الأسباب التي تجعل الناخبين، بأغلبية كبيرة، تجعلهم يتجنبون الإدلاء بأصواتهم في انتخابات يوم السبت. وقد شهدت استطلاعات الرأي التي أجريت في جميع المدن، أن نسبة المشاركين في التصويت لم تزد عن 27٪، وهي أدنى نسبة مشاركة في مثل هذه الانتخابات في البلاد. (دكا تريبيون، 2 شباط/فبراير 2020).
التعليق:
لم تختلف انتخابات يوم السبت في مؤسستين في مدينة دكا عن الانتخابات البرلمانية الحادية عشرة التي جرت في كانون الأول/ديسمبر 2018؛ فكلاهما كانت تشوبها قلة الإقبال وفرض عضلات حزب رابطة عوامي الحقيقية، وقائمة مصطنعة من الناخبين المزيفين أمام مراكز الاقتراع لخداع مراقبي الانتخابات. ووفقاً للجنة الانتخابات، فقد كانت نسبة المشاركة في التصويت أقل من 25 بالمائة، ونظراً لشدة حملات المرشحين، فقد كان ينبغي أن تكون نسبة المشاركة أعلى من ذلك بكثير، إلا أن الإقبال الضعيف في استطلاعات الرأي في المدينة يكشف عن حجم اللامبالاة الذي تطور بين الناس فيما يتعلق بالعملية الانتخابية والنظام الديمقراطي بشكل عام.
وفي الانتخابات السابقة في عام 2015، بلغ متوسط إقبال الناخبين في مؤسستي المدينتين حوالي 45 في المائة، مما يدل بوضوح على أن ثقة الناس في النظام العلماني الديمقراطي الحالي تتناقص بشكل كبير. وهناك عدة أسباب وراء هذا التطور.
أولاً، فشل كل من رئيس البلدية في حل المشكلات الأساسية التي يواجها سكان المدينة، من تفشي حمى الضنك، وازدحام المرور، وإمدادات المياه، وإدارة المجاري والقمامة، وتلوث الهواء... إلخ. وقد تم تصنيف دكا في المرتبة الثانية والثالثة بين المدن الأقل ملاءمة للعيش في عام 2018 و2019 على التوالي، حيث جاءت بعد مدينتي لاغوس ودمشق التي مزقتها الحرب، ويدرك الناس أن هذه القضايا مرتبطة ببعضها البعض وترتبط بنظام الحكم. ولا يمكن لعمدة المدينة وكونه جزءاً من النظام الفاسد فعل الكثير لحل هذه القضايا.
ثانياً، ليس فقط نظام الحكم الديمقراطي في بنغلادش الذي يفقد مصداقيته بل وفي جميع أنحاء العالم بما في ذلك الدول الغربية مثل أمريكا وبريطانيا، ومردّ ذلك عيوب النظام الكامنة، ويتضح ذلك من خلال الاستطلاع الذي أجرته إدارة "مركز المستقبل" الديمقراطية في جامعة كامبريدج. ويدرك أهل بنغلادش الآن بحق أن سياسة اختيار أهون الشرين ليست طريقة صحيحة للمضي قدماً؛ فهذه السياسة في الواقع تمنح الطبقة الحاكمة عمراً أطول للحكم بنظامهم الفاسد.
وأخيراً، لعب ظهور الأفكار الإسلامية فيما يتعلق بإدارة شؤون الدولة وإقامة العدل دوراً حيوياً في إبعاد الناس عن الشكل الفاسد الحالي للسياسة. ولم يعد الناس مهتمين ببذل أي جهد لإصلاح هذا النظام الديمقراطي الذي لا يمكن إصلاحه، والمخلصون والواعون يعرفون ذلك أكثر من غيرهم، وفقط من خلال رفض هذا النظام الرأسمالي الديمقراطي الفاسد واستبدال الخلافة على منهاج النبوة به، يمكن أن يحرر الناس من اضطهاد المستعمرين الغربيين ومن عملائهم المحليين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد كمال
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش