- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
صفقة القرن هي صفقة المغبون الخاسر
والصفقة الرابحة هي إعطاء العهد والميثاق للخليفة
الخبر:
عقدت منظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية في مدينة جدة، اجتماعا طارئا لبحث الموقف من صفقة القرن. (03/02/2020)
التعليق:
اعتبر الرئيس الأمريكي ترامب أن صفقة القرن المزعومة هي خطة سلام تهدف إلى حل النزاع بين كيان يهود والفلسطينيين، وأنها ستحقق الازدهار للفلسطينيين وتقضي على احتياجهم للمعونات، كما ستحقق لهم أكثر من مليون فرصة عمل خلال عام واحد، وقال لعباس: "إذا اخترت طريق السلام فالولايات المتحدة والعديد من الدول ستعاونك طول الطريق"، واعدا بدعم الفلسطينيين ماليا بمبلغ 50 مليار دولار بعد تنفيذ الصفقة.
من جانبه، أعلن رئيس وزراء كيان يهود، موافقته على التفاوض مع الفلسطينيين على أساس خطة ترامب للسلام، قائلاً: "آمل أن يقتنع الفلسطينيون بالسلام ويوافقوا على هذه الخطة التي بذلنا فيها جهدا كبيرا".
أي حل للنزاع هذا؟! وهل من أجل هذه الصفقة يصح لما تسمى بـ"منظمة التعاون الإسلامي" أو غيرها، أن يعقدوا اجتماعات لدراسة ما يمكن أن يتخذوا من مواقف تجاهها؟! إنها صفقة تجارية بخسة أطرافها المتعاقدون ومن أيدهم من الحكام، كلهم خائبون خاسرون، يريدون بها دغدغة مشاعر الفلسطينيين عن طريق لقمة عيشهم، وهم يعلمون تمام العلم أن القضية هي قضية أمة الإسلام بأكملها، وأن الحل الوحيد هو الحل الشرعي، ولكنهم يتحامقون.
لقد قضى الله لبني إسرائيل في الكتاب الذي آتاه لموسى أنهم سيفسدون في الأرض مرتين، وأنهم سيعلون في الأرض المقدسة ويفسدون فيها ويسيطرون. وكلما ارتفعوا فاتخذوا الارتفاع وسيلة للإفساد سلط عليهم من عباده من يقهرهم ويستبيح حرماتهم ويدمرهم تدميرا، يقول تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً﴾ [سورة الإسراء: 4-5]، ولقد صدقت النبوءة ووقع الوعد، فسلط الله على بني إسرائيل من قهرهم أول مرة، ثم سلط عليهم من شردهم في الأرض، وفرق جماعتهم ودمرها تدميرا.
وها هم اليوم قد عادوا إلى الإفساد حين فتحت لهم الطريق للهجرة والتجمع في فلسطين وإقامة كيان لهم فيها، فاستباحوا المقدسات واستهانوا بها وأذاقوا أهلها الويلات، ودمروا كل ما وقعت عليه أيديهم من مال وديار. وليسلطن الله عليهم من يسومهم سوء العذاب، تصديقا لوعد الله القاطع، وفاقا لسنته التي لا تتخلف.. وإن غدا لناظره قريب!
فقريباً بإذن الله ينتهي الحكم الجبري ويعلن قيام الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ويزحف الجيش الإسلامي إلى بيت المقدس لينظفه منهم ويعيد الأقصى إلى حضن دولة الإسلام، بل وستكون القدس هي عقر دار الإسلام، فعن أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».
إن المسلمين المؤمنين لا يقبلون لأنفسهم أن يبايعوا يهود ويعقدوا معهم صفقات تُغضب الله، بل إنهم يضعون أيديهم بيد إمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، يعطونه صفقات أيديهم وثمرات قلوبهم ويطيعونه ما استطاعوا، بل ويمنعون من يحاول أن ينازعه في حكمه، فلا مكان لوجود دول وإمارات إسلامية، بل دولة إسلامية واحدة، تجمع الأمة الإسلامية كلها تحت ظلها ترعاها وتدافع عن بيضتها، وتسير الجيوش لتفتح البلدان وتضمها إليها، تعمل لتحقيق بشرى الرسول e: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله