السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مبدؤكم الرأسمالي نفسه.. غير أخلاقي!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مبدؤكم الرأسمالي نفسه.. غير أخلاقي!

 


الخبر:


انتقدت السفيرة الأمريكية السابقة في أوكرانيا ماري يوفانوفيتش، التي لعبت دورا رئيسيا في محاكمة عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السياسة الخارجية الأمريكية، ووصفتها بأنها "غير أخلاقية" وتقوم على التهديدات.


جاء ذلك في كلمة ألقتها ليوفانوفيتش، التي استدعاها ترامب فجأة في أيار/مايو الماضي وأقالها، في جامعة جورج تاون حيث تسلمت جائزة من معهد الدراسات الدبلوماسية في الجامعة.


وقالت: "في الوقت الحالي وزارة الخارجية في أزمة.. القادة الكبار يفتقرون إلى رؤية في السياسات، وكذلك للوضوح الأخلاقي ومهارات القيادة".


وأضافت: "بصراحة فإن سياسة خارجية غير أخلاقية تستند إلى مبدأ (دعهم يخمنون) تشتمل على التهديدات والخوف والإرباك المتعلق بالثقة، لا يمكن أن تنجح على المدى الطويل". (سكاي نيوز عربية).


التعليق:


عندما نتمثّل الآية الكريمة: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا﴾، فهذا يعني أن أقوى الشهادات هي التي تكون من أهل المشهود عليه ومن أنصاره، وهذه الشاهدة من أتباع المبدأ الرأسمالي، بل ومن سَدَنَتِه، فهي دبلوماسية أمريكية وعضو في الرتب العليا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.


ولسنا نبالغ إن قلنا إن المبدأ الرأسمالي نفسه، القائمَ على فكرة فصل الدين عن الحياة، يحمل في أسسه البذور غير الأخلاقية، من جهة إعطائه العقلَ حقَّ التشريع، وحقَّ التحسين والتقبيح، ومن جهة تقديسه للحريات، فليس عند حامل المبدأ الرأسمالي مقياس غير هواه وغير مصلحته، ومن هنا قامت السياسة الأمريكية الخارجية على فكرة نشر المبدأ الرأسمالي، وكانت طريقته الاستعمار، فأية أخلاق في مبدأ يسعى إلى استعمار الآخرين واستعبادهم ونهب خيراتهم؟!


وأين أخلاق السياسة الخارجية الأمريكية القائمة على الكذب والتضليل؟ كما اعترف رؤساء أمريكا السابقون، الذين لم يتورعوا عن اختلاق الأكاذيب لتمرير ما يريدون القيام به، على الشعب الأمريكي وعلى العالم، كأكاذيب بوش الابن في احتلاله للعراق؟ وأين الأخلاق في إلقاء قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين في الحرب العالمية الثانية؟ وأين الأخلاق في تصرفات الجيش الأمريكي في سجني أبو غريب وغوانتامو وغيرهما؟!


إنه الإسلام، والإسلام وحده؛ الذي يصلح وتصلح عقيدته لأن تكون أساساً للأخلاق الراقية، وقد ضرب المسلمون عبر تاريخهم المديد أروع الأمثلة في علوّ الأخلاق ورقيّها حتى مع الأعداء، وحتى مع الحيوانات، وحتى مع الشجر والحجر، قال تعالى: ﴿وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾، وعن أبي يعلى شداد بن أوسٍ رضي الله عنه، عن رسول الله e قال: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ...» (رواه مسلم).

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – ولاية الأردن

 

آخر تعديل علىالأحد, 16 شباط/فبراير 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع