- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المشهد الليبرالي العالمي في فشل الفتيات الصغيرات
(مترجم)
الخبر:
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في 20 كانون الثاني/يناير أن ثلث أفقر الفتيات في العالم محرومات من الالتحاق بالمدارس. وتتراوح الفئات العمرية التي تم الحديث عنها بين 10 و18 عاما. وخلص تقرير اليونيسيف إلى أن "الفقر والتمييز يحرمان ملايين الشباب الذين يعانون من "أزمة تعلم خانقة" بالنسبة للأسر الفقيرة، ولا سيما في جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية، من التعليم. وحذر تقرير اليونيسيف من أنه بالنسبة للعديد من "أفقر أطفال العالم" لا توجد مدرسة على الإطلاق. من بين الأطفال في أفقر خمس الأسر في العالم، فإن ثلث الفتيات لم يذهبن إلى المدرسة. وتفاقم هذا الوضع بسبب توجيه ميزانيات التعليم في كثير من الأحيان بشدة نحو الأطفال من الأسر الأكثر ثراء.
التعليق:
تعكس هذه النتائج الجديدة حقيقة أن النساء والفتيات لا يُقدَّرن إلا بشكل سطحي في الديناميات السياسية للمساواة بين الجنسين على النحو المحدد في القيم الليبرالية العلمانية للغرب. وحقيقة أن هناك ميزانيات تبلغ مليار دولار متاحة لاستغلال ثروات الدول الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، وأن هناك صفقات أسلحة متعددة الجنسيات تستفيد من الحروب والصراعات، تبين الأجندات الدولية الحقيقية التي تلعب دورا في المنطقة. إن الحاجة إلى العمالة الرخيصة للحفاظ على تزويد الشركات الأجنبية بعمال منخفضي التكلفة عامل آخر يقتل أي إرادة حقيقية لتعليم الفتيات والنساء.
بوريس جونسون الذي شغل منصب وزير الخارجية في بريطانيا في آذار/مارس 2018 جعل الإسلام هو العدو أمام تقدم المرأة قائلاً: "إن العامل المشترك في البلدان التي يوجد فيها الفقر، والحروب الأهلية، والتي تشهد طفرات سكانية هائلة، وفريسة للتطرف، هو الإناث الأميات، ونقص تعليم النساء والفتيات". وفي تغطيته على أصدقائه من النخبة الرأسمالية، فشل في الإشارة إلى الدور الذي تلعبه القيم الاستعمارية القومية التي تقابلها حكومات محلية فاسدة بالقدر نفسه ومستعدة لبيع حياة المحتاجين إلى مقدمي أعلى العطاءات الدوليين. فالغرب "يوظف" الحكام في البلاد الإسلامية لملء جيوبهم بالرشاوى والثروات الهائلة ويغض الطرف عن سقوط البلاد. وكانت مناطق العالم التي تحدث عنها أكثر من غيرها في التقرير مراكز دولية للباحثين والجامعات النشطة ومراكز للتدريب ومثالا للتقدم الفكري. والفرق هو أن تلك الحقبة كانت تديرها قيادة مخلصة تخدم قضية الناس كما حددها القرآن والسنة. فالخلافة لا تقبل الأمية أو عدم حصول الجميع على التعليم، ولا يتم فيها التمييز بين الجنسين حيث إن الله سبحانه وتعالى يمدح تعلم المعرفة للذكور والإناث على حد سواء. ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾.
كانت عائشة رضي الله عنها زوج النبي r عالمة إسلامية عظيمة وكانت قدوة للمرأة المتعلمة. وكان الرجال يسافرون مئات الأميال من أجل فهم حديث واحد من مكتبتها العقلية الواسعة من المعلومات المحفوظة.
فكيف يمكن لأحد أن يجادل بأن الخلافة من شأنها أن تعيد النساء إلى العصور المظلمة؟! بل من المؤكد أن المحنة الحالية للاستعباد وسوء المعاملة والخطر لا يمكن إلا أن تكون الأكثر ظلاما بالنسبة لفتيات العالم!
لقد حان الوقت لكي يدرك المسلمون أن الحل الدائم للتقارير المتكررة عن معاناة النساء لا يمكن أن ينظر إليه إلا في عودة أحكام الله سبحانه وتعالى بشكل شامل، في ظل النظام السياسي الإسلامي الخلافة. ندعو الله سبحانه وتعالى أن نرى هذا اليوم قريبا جدا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد