- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حيازة النّاس للسّلاح الشّخصي وحمله يوجد الأمن في المجتمع
الخبر:
قتل تسعة أشخاص معظمهم من أصول كرديّة في مدينة هاناو قرب فرانكفورت وسط ألمانيا في عمليتي إطلاق نار، ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول ألماني قوله إن "هجوم هاناو غربيّ البلاد ذو دوافع كراهية". (عرب 48)
التّعليق:
لقد بات المسلمون في جميع أنحاء العالم صيداً سهلاً لكلّ حاقد على خير أمّة أخرجت للنّاس، وهذا الحقد منبعه التّجييش الإعلاميّ المدعوم والموجّه والمنظّم من الأنظمة العالميّة وعلى رأسها قادة الحملات الصليبيّة الجديدة ضدّ المسلمين من الدّول العظمى في العالم، وسبب التّجييش الإعلامي هذا هو تخوّف الأنظمة الغربية مما سيؤول إليه وعي المسلمين على دينهم وسعيهم لإيجاده في معترك الحياة، في ظلّ كيان سياسي يحكم بالقرآن والسّنة، يعكس حقيقة نظام الإسلام الحضاريّ، الذي يدعو شعوب العالم كلّها إلى أن تستبدل الإسلام العظيم بالحضارة العلمانيّة الغربيّة، ولتدارك عدم حدوث ذلك، لجأ صنّاع القرار في الغرب إلى إيجاد مشاعر الهوس والكراهيّة ضدّ الإسلام والمسلمين، بما يسمى (الإسلاموفوبيا).
ومن نتائج هذا التّجييش انتشار حوادث استهداف المسلمين في الغرب، وقد كانت مجزرة نيوزيلاندا التي حصلت العام الماضي، وراح ضحيتها أكثر من خمسين مصلّياً لله في مسجدين من بيوت الله، على يدي "مهووس" من ضحايا حملة "الإسلاموفوبيا"، وبالعادة يقوم المجرم بجريمته ضدّ المسلمين دونما أيّ مقاومة تذكر، بسبب تجرد المسلمين من أي نوع من أنواع السّلاح الخاصّ بالدّفاع عن النّفس، ولو كان المسلمون، رجالا ونساء، في المساجد أو من يمشون في الشّارع أو في محالّهم التّجاريّة، لو كانوا يحملون سلاحا للدّفاع عن أنفسهم، لما فكّر هؤلاء "المهووسون" بالتّعدي عليهم، ناهيك عن قيامهم بمجازر بحقّهم كمجزرة نيوزيلاندا.
إنّ اقتناء وحمل السّلاح الشّخصيّ في الغرب مسموح به قانونيا، فمثلا تقدّر نسبة الأسلحة الفرديّة التي يمتلكها مدنيون في الولايات المتحدة بين خمس وثلاثين إلى خمسين في المئة مما لدى سكّان العالم منها، وفي ألمانيا وكندا، يتجاوز نسبة من لديهم السّلاح ثلاثين في المئة، ومسألة اقتناء وحمل السّلاح في هذه البلاد لا يحتاج أكثر من أخذ إذن من السّلطات المحليّة، وهو ميسور في كثير من هذه البلدان وليس مستنكرا، ما دام أنّه للدّفاع عن النّفس.
إنّ مسئولية حفظ أمن النّاس في الغرب تقع على عاتق الحكومات، ولكن لما تقصّر هذه الحكومات في القيام بواجبها، ولانخراطها نفسها بشكل مباشر وغير مباشر بدعم هؤلاء المهووسين، فعندها يجب على المسلمين أن يقوموا بالدّفاع عن أنفسهم وأعراضهم وأموالهم، وهو واجب شرعيّ، خصوصا مع تنامي مشاعر الكراهيّة في الغرب، ومن المتوقّع أن تزداد مثل تلك الاعتداءات، وعجباً من بعض المراكز الإسلاميّة في الغرب توظيفهم لفرق أمنيّة خاصّة لحماية مراكزهم، بينما يستطيعون دعوة الجاليات إلى حمل السّلاح للدّفاع عن أنفسهم! عَنْ النَّبِيِّ عليه الصلاة والسلام قَالَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ أَوْ دُونَ دَمِهِ أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» سنن أبي داود.
وأخيرا، ليس صحيحا أن انتشار السّلاح بين النّاس يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجريمة والفوضى الأمنيّة، بل العكس هو الصّحيح، فعندما يكون كلّ فرد قادراً على الدّفاع عن نفسه من المجرمين، الذين لا يعدمون الوسيلة للحصول على السّلاح حتى لو كان حمل السّلاح ممنوعا، فإن هؤلاء المجرمين لن يقدموا على الاعتداء على الآخرين. كما أن ادعاء أن انتشار السلاح يؤدي إلى الفوضى الأمنية هو ادعاء الأنظمة الظالمة حتى تحتكر لنفسها السلاح وبالتالي تتمكن من البطش بالناس دونما أي حراك أو مقاومة من عامة الناس المظلومين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان