- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّه خطأ أوروبا نفسها
(مترجم)
الخبر:
تمّت مشاهدة مجموعة من السكان المحليين تمنع قارباً يحتوي على أكثر من عشرة مهاجرين من الرسوّ عند اقترابه من شواطئ جزيرة ليسبوس اليونانية يوم الأحد. وتظهر اللقطات السكان وهم يصرخون على المهاجرين ويخبرونهم "بالرحيل" عند وصول القارب إلى الشواطئ.
ويُعتقد أن ذلك القارب كان قادماً من تركيا. توجّه آلاف المهاجرين نحو الحدود التركية مع اليونان في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد ظهور تقارير أولية تفيد بأن تركيا لن تمنعهم من محاولة العبور إلى أوروبا. حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت أن حدود بلاده مع أوروبا مفتوحة أمام المهاجرين. وشهدت الجزر اليونانية، التي لا تزال تشكل المدخل الرئيسي للهجرة غير الشرعية إلى الاتحاد الأوروبي، احتجاجات شرسة في الأيام الأخيرة، حيث ينتقد السكان المحليون خطط الحكومة لبناء مراكز جديدة لاحتجاز المهاجرين على هذه الجزر. (قناة ربت.لي على اليوتيوب، 2020/03/01م).
التعليق:
ما زالت الدول الأوروبية تستند الى معايير أخلاقية عالية، عندما يتعلق الأمر باستقبال اللاجئين. باقتناع منها بأن بلادها لا يمكن أن تستوعب هؤلاء اللاجئين، وأنهم بثقافتهم الغريبة وبمعتقداتهم الدينية سوف يدمّرون بطريقة أو بأخرى طريقة الحياة السامية في بلادهم. وقام الغرب بتأويل الحقائق لتوليد روايات مبنية على الفردية والمنفعة، وهو أمر لا جدال فيه، ويدّعون أنّ الأوروبيين هم ضحايا عاشوا نتائج عدم الاستقرار العالمي.
إنّ الحقيقة التي يختارون تجاهلها هي أن الدول الأوروبية كانت دائماً جزءاً لا يتجزأ من زعزعة الاستقرار في معظم دول الشرق الأوسط والعالم النامي. كانت فرنسا مسؤولة عن تثبيت النظام العلوي الإجرامي في سوريا، وبريطانيا لعبت دوراً أساسياً في إنشاء كيان يهود ومملكة آل سعود.
كذلك على نحو مماثل بعد الاستعمار الأوروبي في أفريقيا والقارة الآسيوية، ثمّ قدّم الاستعمار في نهاية المطاف استقلالاً مزيفاً إلى دول مثل الجزائر ومصر والعراق وسوريا وليبيريا والنيجر،... إلخ. واستمرت الدول الغربية في التدخل في سياسات هذه الدول الخارجية والداخلية، وتمّ تحديد المصالح من هذه الدول من خلال الضغط الاقتصادي للمؤسسات العالمية التي يفترض أنها محايدة، مثل الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية وشبكاتها الواسعة، لخدمة المصالح الاقتصادية والاستراتيجية لأسيادهم الغربيين.
إنّ النتيجة لأي أمة مُسيطر عليها سياسياً، وغير قادرة على الحكم حسب معتقداتها الأساسية، أمّة يحكمها ديكتاتوريون أو ملوك مهووسون بالسلطة وبالمكاسب الشخصية، هي بؤرة للثورات التي ستتفجر في أي وقت.
لذا فإن أولئك الذين ثاروا ضد الظلم والقمع والذين قُتلوا وانتُهكت إنسانيتهم ووُصفوا بالإرهابيين وقُطاع الطرق، وأُجبروا على الفرار من حكوماتهم ووطنهم المحبوب... لديهم كل الحق في المطالبة ليس فقط بالعدالة والإنصاف في حياتهم بل يجب أن يطالبوا بالتعويض عن خطط اللعبة الغربية الشريرة التي تكشّفت، وأدّت إلى قتل الملايين وتشريد الكثيرين حتّى يومنا هذا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن