- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس لها من دون الله كاشفة
الخبر:
منذ بدأ الانتشار السريع لفيروس كورونا في العالم، وظهر أن الدول الكبرى لم تستطع السيطرة عليه، ولم تُعلن عن إيجاد علاج له لغاية الآن.. امتلأت مواقع التواصل في البلاد الإسلامية ومواقع المسلمين في كل مكان بالأدعية والأحاديث النبوية والآيات القرآنية. وصدحت التكبيرات وصوت الأذان في كثير من الدول بمدنها ومقاطعاتها وقراها ومنها في أوروبا خاصة في إسبانيا وإيطاليا حيث كان تفشي المرض فيها كبيرا وسريعا.
التعليق:
بين عشية وضحاها أصبح هذا المخلوق الصغير حديث الجميع في كل العالم، وكل وسائل الإعلام وكل الطبقات والأطياف والشعوب، أصبح "فيروس كورونا" له الصوت الأعلى، والكلمة الأولى، والذي أوقف المصانع والمعامل، وأغلق المدارس والجامعات، وحتى المساجد والكنائس... جعل مدناً لم تكن تنام فارغة شوارعُها مُغلقة معالمُها السياحية، موصدة أبواب أماكن اللهو والفساد والفسق والفجور فيها.
مخلوق لا يرى بالعين المجردة، لكنه ملأ العيون وأشغل العقول وروّع القلوب وهزّ أركان العالم، في رسالة قوية تؤكد قول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً﴾ [سورة المعارج: 18-20].
وهذا حال البشر هذه الأيام، أصابهم الضر ففزعوا وخافوا وهلعوا، فلم يجدوا غير الله يلجأون إليه رغم معاصيهم وذنوبهم مستغفرين طالبين الرحمة والعون منه جلّ وعلا. وهذه هي فطرة الإنسان وغريزة التدين الكامنة فيه؛ أن يلجا إلى خالقه ورب هذا الكون. فمهما بلغ من جبروت وغطرسة، ومهما تقدم في العلم والتكنولوجيا، ومهما أصبح عليه من قوة وسلطة فهو محتاج وناقص وعاجز أمام الله جل جلاله.
فهذا الفيروس الذي هو من جنود الله عرّى الرأسمالية وأظهر عوارها بشكل أكثر وضوحا، وبيّن تهلهل نظامها الصحي وهشاشة نظامها الاقتصادي، الذي لم ينجح إلا في زيادة بؤس غالبية الناس لحساب ثلة صغيرة تتحكم في كل شيء.
نعم، توالت الدعوات للناس بأن يعتلوا أسطح منازلهم ويرفعوا أصواتهم مؤذنين مكبرين لعل الله يرحمنا؛ في دلالة واضحة أنه لا كاشف لها إلا هو سبحانه، ونحن علينا الأخذ بالأسباب والعودة إلى أحكامه وتعليماته حقا وحقيقة وليس بعض بنود مكتوبة لا تسمن ولا تغني من جوع؛ جوع لنظام وضعه رب البشر الذي خلقهم ويعلم احتياجاتهم وغرائزهم، جوع لدولة ترعاهم حق الرعاية وتخاف الله فيهم مطبقة أحكام الشرع، ولعل في هذه الكارثة صحوة للمسلمين بضرورة العمل لرجوع هذه الدولة الراعية التي ستطبق الحكم الشرعي في مثل هذه الأحوال، ولن تنتظر أن يتفشى في كل مكان ثم تبحث عن حل، ولن تألو جهداً في إيجاد العلاج ولن تحتكره لتبيعه بالمليارات، بل سيكون متوفرا للجميع في آن واحد. نسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا ويعجل بالخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستكون نِعم الدولة الراعية.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)
#كورونا
#Covid19
#Korona