- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تئن تحت وطأة كورونا
الخبر:
فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في صفوف العاملين فيها، أعلنت كذلك وزارة الخارجية إصابة المزيد من موظفيها، وفيما قفزت الولايات المتحدة بعدد وفيات كورونا فيها إلى 3415 حالة بحسب جامعة جونز هوبكنز الأمريكية التي أحصت كذلك الإصابات بكورونا بإجمالي 166,214 إصابة، فإن مسؤولين آخرين يحذرون من موجة أخرى للفيروس ستضرب أمريكا خلال الخريف القادم. (الجزيرة نت)
التعليق:
لا يمكن وصف حال الولايات المتحدة هذه الأيام إلا بالكارثي، فقد انتقل فيروس كورونا ليضرب بقسوة شديدة فيها، فقبل أقل من أسبوعين على استخفاف الرئيس الأمريكي بالفيروس ظناً منه أنه لن يضرب أمريكا إلا خدشاً، وظن أن تعليق الرحلات الجوية القادمة من أوروبا والصين ستقيه ضربات هذا الفيروس الخطير وغير المتوقع، سرعان ما ارتفعت حرارة الولايات المتحدة فأخذ المرضى بالمئات ينهالون على المستشفيات ما أدى إلى تعطيل النظام الصحي الأمريكي، وسرعان ما اختنقت أمريكا ليقوم رئيسها بملاطفة الصين وروسيا عبر اتصالات تلفونية أجراها مع رئيسي البلدين لتأتيه بعد ذلك طائرات المساعدات الإنسانية العاجلة المحملة بالكمامات وأجهزة التنفس الاصطناعي.
وسرعان ما أعلن الرئيس حالة الطوارئ الوطنية، فقام بموجبها بطباعة أو إصدار سندات خزينة جديدة بقيمة 2.2 تريليون دولار للمرة الأولى في تاريخ أمريكا بهذا الحجم، وهو حجم قادر على إهلاك الاقتصاد بما يورث أمريكا من ديون أو انهيار في عملتها، وسرعان ما قام الجيش الأمريكي بإرسال ما لديه من السفن الطبية الحربية لعلاج المرضى خاصة في ولاية نيويورك التي يضرب فيها الفيروس بقسوة أكثر من غيرها. وأعلن الجيش الأمريكي كذلك عن مشاريعه لبناء مئات المستشفيات الميدانية، فيما يتناقل الناس أخبار عن حالة انهيار في القطاع الطبي هناك دفعت بممرضات إلى ارتداء أكياس القمامة بسبب الافتقار للملابس البلاستيكية العازلة التي لا تساوي قيمة الواحد منها دولاراً أو ثلاثة دولارات!
وبموجب حالة الطوارئ هذه فقد وضعت أمريكا كبار قادتها العسكريين في مواقع محصنة شبيهة بتلك التي كانوا يقبعون فيها عندما كانت تزداد السخونة إبان أيام الحرب الباردة وتوقع حرب نووية، كل ذلك استعداداً لتولي الجيش الأمريكي قيادة البلاد في حال غياب السياسيين عن المشهد، أي إذا غيبهم الفيروس.
وبكل هذه الإجراءات وحالة العجز الطبي الشديدة التي تجتاح أمريكا مثلما اجتاحت أوروبا من قبلها فإن أمريكا قد انكشف عوارها وبان فساد سياستها القائمة على خدمة رأس المال، فحتى سياسات الإنقاذ المالي يوجَّه جزء صغير منها لدعم العائلات الأمريكية التي فقدت وظائفها وتركت لأقدارها بينما يتوجه الجزء الرئيس من 2.2 ترليون دولار لصالح الشركات الكبرى مثل شركة بوينغ! وأصبح السؤال الكبير الذي يسأله الأمريكيون اليوم هو: ما فائدة هذا النظام الرأسمالي القاتل الذي يسخّر كل طاقات الشعب والاستعمار في الخارج لخدمة كبار الرأسماليين الأمريكيين؟ وعن أي عظمة للولايات المتحدة يتم الحديث إذا لم تكن الدولة قادرة على توفير الكمامات وأجهزة التنفس؟ ولأي هدف يدفع الناس جل أموالهم ضرائب للدولة التي أثبتت أزمة كورونا بأنها ليست جاهزة على الإطلاق لخدمة الأمريكيين؟! بل هي جاهزة فقط لنشر الموت عبر العالم بواسطة ما تنفقه على بوارجها الحربية وطائراتها ودروناتها وصواريخها التي لم تبق بقعة من العالم إلا وقد اكتوت بنارها؟
هذه هي أمريكا التي تنهار اليوم أمام أزمة وباء كان يفترض أنها الدولة العظمى القادرة على تخليص العالم من هكذا أزمات!!
ولعل من يقرأ دروس التاريخ يدرك بأن هذا الفساد العظيم في الرأسمالية والدولة الأمريكية يسرع في انهيارها الكلي وخروجها من الحلبة الدولية، فيفسح المجال طبيعياً للدولة المبدئية التي لا أمل للعالم كله إلا بها لإنقاذه من هكذا أزمات، وقبلها من أزمات الرأسمالية نفسها التي تخنق شعوبها، وبعدها بالنور الذي تهدي به شعوب الأرض بكاملها؛ دولة الخلافة على منهاج النبوة القائمة قريباً بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال التميمي
#كورونا
#Covid19
#Korona