- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
برينتون تارانت: الوجه الحقيقي للحرب الرأسمالية الغربية على الإسلام
(مترجم )
الخبر:
كرايستشيرش، نيوزيلندا – بالمفاجأة والارتياح و"مزيج من المشاعر" استقبل يوم الخميس الخبر بأن برينتون تارانت، الرجل الذي ارتكب أسوأ فظاعة في وقت السلم في نيوزيلندا، قد غيّر اعترافه إلى (مذنب) وأدين في جميع التهم. وقتل تارانت 51 مصلياً وجرح العشرات في مسجدين في كرايستشيرش في 15 آذار/مارس من العام الماضي. وتمّ بث أول الهجمات مباشرةً على الإنترنت.
وقد اتُهم ذلك الأسترالي بعدد كبير من تهم القتل التي لم يحصل أن رُفع مثلها ضد شخص واحد فقط في تاريخ نيوزيلندا، وقد تمّت إضافة تهمة الجريمة الإرهابية و40 تهمة بمحاولة القتل. الأسباب وراء تحرُك تارانت المفاجئ لتحويل اعترافه بالذنب لا تزال غير واضحة؛ وكان قد نفى سابقاً اتهامه، وكان من المقرر إجراء محاكمة في حزيران. اشتعلت الأخبار عندما بدأت نيوزيلندا في إغلاق البلاد للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. (رويترز)
التعليق:
بعد مرور عام على حادثة كرايستشيرش الإرهابية، تكشفّت حضارة العالم الغربي عاريةً من كل الادعاءات العالمية بأيديولوجيتها. الأيديولوجية الغربية الرأسمالية القائمة على عقيدة علمانية فاسدة هي الدافع والسبب الذي أدى إلى حادثة كرايستشيرش الإرهابية. بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991، لم تعد الأيديولوجية الشيوعية تشكل تهديداً للنظام الرأسمالي الغربي. لذلك أعلن جورج دبليو بوش الأب عن النظام العالمي الجديد الذي يقدره المثقفون الغربيون مثل فوكوياما في كتابه "نهاية التاريخ".
لم يكن وقت الاحتفال طويلاً حيث كان التحدي الجديد والتهديد للرأسمالية أمراً لا مفر منه. التهديد هو الإسلام، النظام الذي تم تطبيقه لأكثر من ثلاثة عشر قرناً، وقد قاد البشرية من الظلمات إلى النور. الإسلام اليوم بدون دولة، لكن كل الوقائع تدل على عودتها. هذا التهديد هو السبب الوحيد لافتراء الدول الرأسمالية ومؤسسات الإعلام الرئيسية، وهي تهدف إلى خلق الخوف والكراهية تجاه الإسلام والمسلمين.
برينتون تارانت، نتاج الأجندات والكراهية الغربية، على الرغم من أنهم يفصّلون الحادثة على أنها عمل فردي ومستقل عن السياسة الخارجية الخبيثة تجاه الإسلام والمسلمين. في الواقع، مزق تارانت الصراع المبدئي والصراع السياسي بين الإسلام والرأسمالية. ويمكن ملاحظة ذلك من خلال عرض القنوات الإعلامية الرئيسية للحادث الشرير على أنه هجوم فردي، لُوّن ووُلّف بدون أي ارتباط له بالأجندات السياسية بأكملها، باستخدام كلمات مثل "المشتبه فيه" و"إطلاق النار" و(المصلّين) لإخفاء الحقيقة وتضليل الجماهير عن فهم الواقع ومعرفة الحقيقة.
حتى تغيير الالتماس إلى مذنب بجميع التهم أتى في الوقت المناسب، الوقت الذي انتشر فيه وباء كوفيد-19 في العالم. لذا كان تأثير القضية ضئيلاً على الناس. هذا التغيير في الالتماس هو قرار جماعي مدروس وفي الوقت المناسب على عكس إحساس الشيطان برينتون تارانت بذنبه. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.
يا أمة محمد e، الدول الغربية اليوم تظهر وبكل قوتها وبصراحة العداء الحقيقي تجاه الدين الحق. لقد حان الوقت لتحقيق ذلك، حيث يشهد العالم سقوط الرأسمالية وصعود الإسلام، لتوجيه كل الجهود وتحقيق هذا الصعود الحتمي وعودة دين الإسلام العظيم، من خلال إقامة الدولة الإسلامية، الدولة الملزمة بالثأر وتحقيق العدالة لجميع الأبرياء الذين فُقدوا بأبشع الطرق. ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بنصر الله﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي عمر البيتي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في كينيا