- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حرب على معدات مكافحة كورونا.. سرقة وإلغاء صفقات وحظر تصدير
الخبر:
أدت المخاوف من تفشي فيروس كورونا الجديد وما يسببه من خسائر جسيمة، سواء على صعيد الضحايا من البشر أو الأزمة الاقتصادية الناجمة عنه وما يرافقها من تأثيرات بالغة الخطورة على الاقتصاد العالمي إلى "حرب عالمية" من نوع جديد بين الدول من أجل تأمين المعدات اللازمة لمكافحة الفيروس الفتاك.
ومع تفاقم الأوضاع والخسائر والمخاوف، تدافعت الدول إلى اتخاذ إجراءات وتدابير لتأمين المعدات والتجهيزات اللازمة، مثل الكمامات واختبارات كشف الفيروس.
وتمكن مشترون أمريكيون، يلوحون بأموال ضخمة، من السيطرة على شحنة من كمامات الوجه، كانت في طريقها من الصين إلى فرنسا، التي تعد واحدة من أكثر المناطق في العالم معاناة بسبب فيروس كورونا.
وكانت الكمامات على متن طائرة تستعد للإقلاع من مطار شنغهاي، عندما ظهر المشترون الأمريكيون وعرضوا 3 أضعاف ما دفعه نظراؤهم الفرنسيون.
وقال الطبيب ورئيس المجلس الإقليمي في غراند إيست في فرنسا، جان روتنر، إن جزءاً من طلبية فرنسية تقدر بعدة ملايين من الكمامات، التي كانت في طريقها إلى الإقليم، حيث تعج وحدات العناية المركزة بمرضى "كوفيد-19"، قد فقدت وذهبت لمشترين آخرين.
وتحدث روتنر لهيئة الإذاعة الفرنسية قائلا: "على مدرج المطار، يخرج عملاء المال ويدفعون 3 أو 4 أضعاف سعر الطلبيات التي قمنا بها"، مضيفاً "علينا أن نقاتل". (، 3 نيسان 2020)
التعليق:
أكتفي في هذا التعليق بنقل لما خطته أنامل تقي الدين النبهاني رحمه الله في كتابه القيم "التفكير"، بتصرف يسير.
"إن اشتراط أن يكون التفكير بالعيش تفكيراً مسؤولاً، هو أدنى ما يجب اشتراطه، لأنه رغم كونه لا يكفي للنهضة، ورغم أنه لا يكفي للطمأنينة الدائمة، ولكنه أدنى ما يجب أن يكون لرفع مستوى الإنسان عن رتبة الحيوان، ولجعله تفكير إنسان له دماغ متميز بالربط، وليس مجرد حيوان لا يتطلب سوى إشباع الطاقة.
إن التفكير بالعيش هو الذي يصوغ الحياة للفرد، وهو الذي يصوغ الحياة للعائلة والعشيرة، وهو الذي يصوغ الحياة للقوم، وهو الذي يصوغ الحياة للأمة، وهو فوق كل ذلك يصوغ الحياة للإنسانية، صياغة معينة، فيجعلها شكل قرد أو خنزير، ويجعلها من ذهب أو من قصدير، أي يجعلها حياة عز ورفاهية وطمأنينة دائمة، أو يجعلها حياة شقاء وتعاسة وركض وراء الرغيف. ونظرة واحدة للتفكير الرأسمالي بالعيش، وما صاغ به الحياة للإنسانية كلها من صياغة معينة، تُري ما جلبت هذه الصياغة لحياة الإنسانية كلها من تعاسة وشقاء وجعل الإنسان يقضي حياته كلها يركض وراء الرغيف. وكيف جعلت العلاقات بين الناس علاقات خصام دائم، هي علاقة الرغيف بيني وبينك آكله أنا أو تأكله أنت، فيستمر بيننا الصراع حتى ينال أحدنا الرغيف ويحرم الآخر، أو يعطي أحدنا ما يبقيه على الحياة ليوفر باقي الرغيف للآخر ويزيد خبزه. فنظرة واحدة لهذه الصياغة التي صاغها التفكير الرأسمالي للحياة، تُري كيف جعلت الحياة الدنيا دار شقاء وتعاسة، ودار خصام دائم بين الناس... وكل هذا إنما كان، لأن التفكير بالعيش ليس تفكيراً مسؤولاً، أي ليس تفكيراً فيه المسؤولية عن الغير، وإنما هو خال من المسؤولية الحقيقية، حتى وإن كانت تظهر فيه المسؤولية عن العائلة أو العشيرة أو القوم أو الأمة، ولكنه في حقيقته خال من المسؤولية، لأنه ليس فيه إلا ما يضمن الإشباع".
رابط الكتاب: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/resources/hizb-resources/57388.html
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام/ الكويت
#كورونا | #Covid19 | #Korona