- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حكومة الجوع، حكومة الذل، حكومة القهر: تسقط بس!
الخبر:
تداول ناشطون على نطاق واسع صورة لبعض النسوة بولاية سنار وهن يبتكرن طريقة جديدة لصفوف الخبز تحسباً من خطر الإصابة بفيروس كورونا. (صحيفة الانتباهة، 2020/04/04م)
التعليق:
نتساءل: لماذا تضطر النساء - من الأساس - في بلد غني بالخيرات والثروات كالسودان، للوقوف لساعات طوال في جو متقلب بين الحر الشديد والعواصف الترابية، في أيام جائحة فيروس كورونا القاتل، لتتسول سلعة أساسية من حقها على الدولة أن توفرها بدون عناء؟! وبالإضافة للمعاناة والإرهاق الذي تجده من الانتظار لساعات في صف الخبز ستنتظر لساعات أخرى للرجوع لبيتها بالمواصلات شبه المعدومة والازدحام الشديد في الطريق بسبب صفوف المحروقات وصفوف الغاز، وأيضاً تكون قد اكتوت بنار الأسعار، لتصل بيتها فتجد أن المياه مقطوعة وأن الكهرباء مقطوعة!! فحياة المرأة عبارة عن معاناة ممتدة لغاية الآن مع أن النظام الحالي يدّعي أنه قد "مكّن" للمرأة، وأنه "حررها"، ويزعُم أنه حقق للمرأة إنجازا كبيرا بتعيين نساء يمثلنها في المجلس السيادي. فبماذا نفعها ذلك؟! فهل هذا الضنك الذي تلاقيه المرأة يومياً هو ما تستحقه الثائرات اللواتي خرجن في "سنار" منذ عام مضى لإسقاط النظام السابق؟! فدور المرأة في ثورة السودان كان دوراً بارزاً استغلته الحكومة أسوأ استغلال فجعلت خروج النساء ضد الظلم خروجا ضد الإسلام إرضاءً للغرب الكافر المستعمر، حيث قالت الناشطة آلاء صلاح (أيقونة الثورة) في كلمتها أمام مجلس الأمن بتاريخ 2019/10/30: "تطلب الأمر شجاعة غير عادية من أجل الحقوق الأساسية كارتداء السراويل، أو ترك شعرهن مكشوفاً، أو التعبير عن آرائهن على وسائل التواصل دون خوف أو مشاركة وجبة الطعام مع أصدقائهن من الذكور..." وطبقته الحكومة الانتقالية بعد مصادقتها على "اتفاقية سيداو" الغربية، إذ سلخوا المرأة المسلمة عن أحكام دينها في أيام معدودة، بينما ظلت صفوف الخبز لشهور!!
الواضح أن الحكومة الانتقالية غير معنية بحل مشاكل المرأة في السودان إلا في نطاق الإملاءت الغربية، فلقد فشلت السلطة الحالية فشلاً ذريعاً في رعاية أبسط احتياجات الناس الأساسية، ونجحت في تثبيت الحكم بغير ما أنزل الله تعالى.
ونقول إنه لا عجب أن تبدع النساء في مدينة سنار، عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2017، فهن حفيدات نساء أنجبن قادة عظاماً وعشن في ظل عزة وكرامة الإسلام، فالإبداع يجري في دمائهن، علماً أن مدينة سنار التاريخية، كانت أول دولة عربية إسلامية في السودان، امتد سلطانها ونفوذها لأكثر من ثلاثة قرون، وتربع على حكمها سلسلة من الحكام الأقوياء الذين اهتموا باللغة العربية وبالدعوة إلى الإسلام وبالعلم الشرعي، كما كان لسنار شأنٌ عالٍ في التجارة والرخاء الاقتصادي، بلغ ذروته في عهد الملك بادي الرابع، حيث امتدت قوافلها التجارية إلى الهند، ووصلت إلى أجزاء واسعة من بلاد المسلمين العربية والأفريقية.
يا الله نرجو رحمتك! فأين أصبح المسلمون اليوم بدون حكام وقادة يحكمونهم بالإسلام؟! اللهم إنا نسألك أن تكرمنا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة في أقرب وقت لينعم الجميع بالرخاء والعزة والكرامة في ظل نظام الإسلام من جديد، اللهم آمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة محمد حمدي – ولاية السودان