الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الطبقة السياسية الجشعة والأنانية أسوأ من الجائحة نفسها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الطبقة السياسية الجشعة والأنانية أسوأ من الجائحة نفسها

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

يواصل السياسيون الأفغان والزعماء الجهاديون السابقون جهودهم لحل الأزمة السياسية التي نشأت بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي بين الرئيس أشرف غاني ومنافسه الرئيس المعلن د. عبد الله عبد الله. التقى الرئيس الأسبق حامد كرزاي، والقادة الجهاديون السابقون كريم خليلي، ومحمد محقق، وسيد إسحاق جيلاني، وسيد حامد جيلاني، وحجي دين محمد، وضرار مقبل، ورحمة الله نبيل، في مقر إقامة قلب الدين حكمتيار لمناقشة حل سياسي لأزمة ما بعد الانتخابات. (أفغانستان تايمز).

 

التعليق:

 

لا يزال سكان المدن الأفغانية الرئيسية قلقين بشأن حالة بقائهم على قيد الحياة، نظراً لخطورة أوضاعهم المالية في ظل جائحة فيروس كوفيد- 19، وعدم استجابة الحكومة المناسبة للوضع. ومع ذلك، يركز السياسيون الأفغان وقيادة الحكومة على صراعهم على السلطة، مما يترك الأفغان تحت رحمة الوباء والجوع المستمر.

 

في ضوء الجهود التي يبذلها القادة السياسيون الأفغان، يحافظ الرئيس الأفغاني، أشرف غاني، على موقفه بعدم الاعتراف بأي حل وسط. كما أن الرئيس الثاني، عبد الله عبد الله، الذي أعلن نفسه بنفسه، غير مستعد لتقديم أية تضحيات من أجل الشعب الأفغاني، لمواجهة الوضع الحالي الذي تعيشه الغالبية العظمى ممن هم تحت خط الفقر.

 

بالإضافة إلى ذلك، ينشغل الرئيس الأفغاني في إقامة تحالفات وإدخال سياسات جديدة لتعزيز موقفه السياسي. وتتمثل إحدى هذه السياسات في تولي جميع الأمور المالية الخاضعة لسيطرته المباشرة وتجنبه لأن يكون مسؤولاً أمام أي كيان آخر، بما في ذلك البرلمان.

 

لا توجد خطة فورية لأية إجراءات مناسبة للأزمة الناشئة عن جائحة الفيروس، وبخلاف محاولة الحفاظ على النمط الغربي السائد في الحجر الصحي الكامل فلا يتم توفير أي غذاء أو مال للأشخاص المحتاجين. وفي الحقيقة إن عدم التزامهم من البداية بحجر كل أفغاني عائد، وخاصة العائدون هرباً من الوباء من إيران، يعود لعدم اهتمامهم بالوقاية من الوباء وانشغالهم في مساعيهم السياسية التي تتمحور حول مصالحهم.

 

علاوةً على ذلك، فإن كل إعلان يصدر عن القصر الرئاسي للسيطرة على الموقع هو مجرد إشارة إلى سراب، لأنه لا توجد موارد مالية متبقية لتقديم المساعدة للجمهور، بعد أن تمّ إنفاق كل هذه الموارد بشكل خاطئ العام الماضي على الانتخابات أو فضائح الفساد الضخمة التي ارتكبها فريقه مزدوج الجنسية.

 

ما هو أكثر إثارة للانتباه هو حقيقة أن غير القادة السياسيين أيضا يفكرون في إثارة مخاوف بشأن هذه المسألة بسبب تركيزهم الوحيد على كيفية الحفاظ على نفوذهم مقابل الآخرين. لقد تخلّوا بالفعل عن عهدهم مع الله سبحانه وتعالى والآن هم هنا للتخلي عن تعهدهم لشعبهم أيضاً، ونتيجة لذلك، لا توجد محاولات صادقة من جانبهم لاستجواب الحكومة حول عدم اهتمامها بالوقاية من كارثة قادمة.

 

كما أصبحت غرفة التجارة الأفغانية راضية عن هذه الجريمة، لأنها توفر أملا زائفا للشعب، على الحزم المالية التي لا وجود لها. وبالإضافة إلى ذلك، لا توجد خطط لكيفية مساعدة المحتاجين فورا، في حين إن الجزء الأكبر من سكان المناطق الحضرية الذين يعيشون في الحجر الصحي هم عمال المياومة، والباعة المتجولون، وأولئك الذين لا يستطيعون الذهاب إلى الفراش مالئي بطونهم إلا إذا كانوا قادرين على العمل في ذلك اليوم. كما لا توجد خطة لأولئك الذين هم في وضع جيد حول كيفية شراء المواد الغذائية بمجرد إغلاق الأسواق. ولذلك، فإن البلد في حالة ركود كامل، وهي وصفة جيدة لأزمة اجتماعية. إنها مسألة وقت فقط، قبل أن يتحول جوعهم إلى غضب مشتعل خارج عن السيطرة.

 

يمكن أن يكون الوضع الناشئ والمتوقع الوحيد نتيجة للموقف غير المسؤول من السياسيين الأفغان هو الفوضى التي ستغرق البلاد كلها في لهيب. ومع ذلك، على الرغم من العديد من الادعاءات التي قدمها هؤلاء المسمَّون بالاقتصاديين والمديرين العامين المدربين الأجانب، ليس لديهم أدنى فكرة عن كيفية التعامل بشكل صحيح مع الوضع الراهن. فتركيزهم الوحيد هو الحفاظ على مشاركة القوى الخاصة بهم وكذلك متابعة الكفار في كل خطوة من خطواتهم، بغض النظر عن مدى ضررها.

 

في الختام، إن الأنانية وعدم الاهتمام من السياسيين الأفغان ستدفع المجتمع الأفغاني نحو فوضى كاملة، وسياساتهم الصورية للتعامل مع الوباء ستؤدي إلى ضرر أكثر من أي منفعة للشعب. لقد أدى الركود الذي أصابهم ذاتياً إلى تعريض الكثيرين للجوع الذي قد يتحول قريباً إلى حمم غاضبة تجعل البلاد بأكملها في وضع فوضوي. لو كانوا قد فكروا في حل إسلامي لهذه المشكلة، لما كان الوضع في غاية الخطورة كما هو الآن، والناتج عن عدم التزامهم بأن يكونوا مسؤولين أمام الله سبحانه وتعالى، واهتمامهم فقط بمصالحهم الشخصية. وفي الواقع ان هذا يضر بالناس أكثر مما يمكن أن يحدثه الوباء. لذلك، من المهم أن نفهم أكثر من أي وقت مضى حاجتنا إلى قيادة سياسية إسلامية صادقة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال إقامة الخلافة على منهج النبي محمد r.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

 

#كورونا                   |        #Covid19            |         #Korona

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع