- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام هو البلسم الشافي الوحيد ضد أمراض النظام الليبرالي الأمريكي
الخبر:
اتُهمت الولايات المتحدة بسرقة 200000 قناع طبي كانت متوجهة إلى ألمانيا، ووصف (أندرياس جيزيل)، وزير داخلية ولاية برلين، عملية التحويل التي ارتكبتها الولايات المتحدة بأنها "عمل من أعمال القرصنة الحديثة"، وناشد الحكومة الألمانية مطالبة واشنطن بالامتثال لقواعد التجارة الدولية. وقال جيزل: "هذه ليست طريقة للتعامل مع شركاء عبر الأطلسي"، مضيفا: "حتى في أوقات الأزمات العالمية، يجب ألا تكون هناك طرق بهذا التوحش يقودها الغرب".. (بي بي سي)
التعليق:
تؤكّد أزمة كورونا على مدى استعداد أمريكا للعمل على تأمين معدات الوقاية الشخصية الحيوية (PPE) ومكافحة الفيروس فيها. وقد بررت إدارة ترامب موقفها العدواني بقانون الإنتاج الدفاعي، حيث يجبر القانون الشركات الأمريكية على توفير المزيد من الإمدادات الطبية لتلبية الطلب المحلي. وقد تم استخدام القانون نفسه لاعتراض أقنعة 3M المتجهة إلى ألمانيا، وهي أقوى حليف لأمريكا في أوروبا. وكانت إدارة ترامب قد أثارت غضب برلين في وقت سابق، عندما سعى ترامب لشراء لقاح ضد فيروس كورونا من شركة ألمانية، ومن جانب آخر اشتكت دول أوروبية أخرى بمرارة من قيام الأمريكيين بالمزايدة عليهم لشراء موارد معدات الوقاية الشخصية النادرة.
وهذه الأحداث تثير تساؤلا عما إذا كان للعلاقات عبر الأطلسي مستقبل بعد كورونا. فقبل الأزمة كانت العلاقات بين أمريكا وأوروبا مشحونة بشكل كبير. وقد أدت المخاوف بشأن التزام أمريكا بالأمن الأوروبي، والعديد من النزاعات التجارية، والاختلافات حول تغير المناخ، والسياسة الخارجية، أدت إلى تقويض الثقة تدريجياً في العلاقة بين الطرفين.
وستؤدي خطوط الصدع المذكورة أعلاه إلى رسم معالم الموقف الدولي ما بعد كورونا، حيث سيتم تقليص الاستيراد ونقل الشركات متعددة الجنسيات إلى داخل الشواطئ المحلية. إن العودة إلى الشكل العلني من المذهب التجاري الذي تطغى عليه النزعة القومية المفرطة ستحدد نهاية النظام الليبرالي بعد الأزمة، وستفسح التعددية المجال للانفرادية، وسيخضع مذهب تعدد الأقطاب للاستثناء الأمريكي، وستتلاشى العولمة.
إن شدة أزمة كورونا ستعجل في تفكيك النظام الليبرالي الذي وضعته أمريكا بشق الأنفس على مدى العقود السبعة الماضية. ومن المرجح أن يشبه النظام العالمي الجديد، والذي سيظهر عالميا، سيشبه ما قبل عام 1945، حيث يكون مؤلفا من مراكز جيوسياسية مختلفة تسود فيها العلاقات الثنائية.
وبينما يتحول العالم إلى نظام سياسي جديد ما بعد كورونا، فإنه لا معنى لبقاء العالم الإسلامي متفرجاً وصامتاً. وعلى العكس من ذلك، فإنه يمكن للأمة الإسلامية أن تكون في طليعة تعريف هذا النظام السياسي الجديد، إذا عملت لإعادة الخلافة على منهاج النبوة. حيث يمكن للخلافة أن تشكل النظام الدولي الجديد القائم على عدالة الإسلام ضد مخاطر النظام العلماني الليبرالي.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي
#كورونا
#Covid19
#Korona