الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحاجة للمعدات الطبية تفضح وحشية الغرب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحاجة للمعدات الطبية تفضح وحشية الغرب

 


الخبر:


نشرت شبكة قدس الإخبارية على موقعها الإلكتروني تقريرا مرئيا حول أبرز عمليات القرصنة للمعدات الطبية التي قامت بها دول غربية في سعيها لمحاربة الوباء المنتشر على أراضيها، فأمريكا اعترضت شحنة معدات طبية كانت متوجهة إلى ألمانيا، كما قامت البحرية الإيطالية بالاستيلاء على باخرة محملة بالمعقمات، وكذلك قامت دولة التشيك بمصادرة أجهزة تنفس كانت في طريقها إلى إيطاليا، هذا وقد اتهمت أكثر من دولة غربية بقرصنة المعدات الطبية اللازمة للحد من انتشار المرض الفيروسي. (الاثنين 2020/04/06م)


التعليق:


لم يكن الطب ونظام الرعاية الصحية يوما ما أسوأ مما هو عليه في ظل النظام الرأسمالي الجشع، ليس من جهة التقدم العلمي وإنما من ناحية الممارسة والسلوك، فالطب وبالرغم من الناحية الإنسانية التي وجد من أجلها، إلا أن الرأسمالية القذرة جعلت منه أداة من أجل كسب المال وتحقيق الأرباح المهولة على حساب الضعفاء والمرضى، فمن يملك المال يستطيع التداوي، ومن لا يملك المال فالموت مصيره، فلا قيمة للناحية الإنسانية ولا محل لها من الإعراب في ظل هذا المبدأ، ولذلك فإن الغنى الفاحش الذي تتمتع به شركات الأدوية وشركات التأمين الصحي والأطباء في الغرب لا تخطئه العين.


فشركات الأدوية تشترط نوع الدواء على شركات التأمين، وهذه بدورها تشترط طرق العلاج على الأطباء الذين يستغلون حاجة المريض الماسة وضعفه، فيصفون له ما يزيدهم غنى لا ما تمليه عليهم إنسانيتهم. ناهيك عن براءات اختراع الأدوية، وحقوق الملكية الفكرية للأبحاث الطبية، وما يترتب على ذلك من الاحتكار، أو حتى تقديم علاج على آخر لقلة تكلفته أو لكثرة الأرباح التي يدرها على مخترعه ومنتجه، حيث لا قيمة في هذا النظام البائس إلا للمال.


وفي ظل أزمة كورونا الحالية التي أصابت العالم كله بمقتل لم تبق الدول الغربية من قبائح إلا ولطخت بها وجه الطب وسمته الإنسانية، وما ذاك إلا لتأصل القيمة المادية في الحضارة الغربية، بل أظهر هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة رذائل ودناءة أخلاق أصحاب هذه الحضارة فأصبحوا كالوحوش الضارية التي تتصارع على فرائسها، فبدل أن يكونوا يدا واحدة في مواجهة هذا الفيروس وأن تساعد الدول الأقل تضررا الدول الأكثر تضررا، والدول ذات الإمكانيات الكبيرة الدول ذات الإمكانيات الأقل، وجدنا أنهم يتعاملون مع بعضهم ولسان حالهم يقول "أنا ومن بعدي الطوفان"! بل إنهم كانوا يتآمرون على بعضهم، فكل دولة تحاول الحصول على المعدات الطبية من أجهزة تنفس وحتى الكمامات وتحاول أن تمنع وصولها إلى دول أخرى، في مشهد يجسد أنانية ووحشية بغيضة لا يمكن أن توجد إلا عند وحوش الغاب، ولا يظن ظان أنهم يفعلون ذلك رأفة ورفقاً بشعوبهم، بل خوفا من غضب وثورة هذه الشعوب التي أنهكتها الضرائب وأقساط التأمين وفواتير الطاقة، والتي عند حاجتها لأبسط المعدات الطبية وأدوات التعقيم لم تجد ما يسد تلك الحاجة ويعينها في درء الوباء المنتشر!


إن الحضارة الرأسمالية لم تجلب للبشرية إلا الشقاء والعذاب وقضت على كل القيم عدا القيمة المادية، فأوردت السواد الأعظم من الناس في الفقر والحروب والهلاك، وعلى الرغم من التقدم العلمي ونتاجه من أشكال مدنية تدهش العقول إلا أن ذلك لا قيمة حقيقية له طالما أن الإنسان لا قيمة له في ظل هذه الحضارة.


إن المسلمين اليوم مطالبون بالعمل أكثر من ذي قبل لإنقاذ أنفسهم وغيرهم من براثن هذا الوحش الحضاري المجرم، وذلك بمناصرة حزب التحرير والعمل معه لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فيسطع نور الإسلام ويعم خيره وعدله أرجاء الأرض.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل


#كورونا

#Covid19

#Korona

آخر تعديل علىالأحد, 12 نيسان/ابريل 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع