- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يقف كورونا على أبواب المساجد ويغيب عن غيرها؟!
الخبر:
أعلنت دولة أوروبية عن سماحها بالصلاة في المساجد مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
وذكرت وكالة الأنباء القبرصية "كانا"، مساء الخميس 2020/04/30، أن الرئيس القبرصي نتكوس أناستاسياديس، قد أعلن عن التخفيف التدريجي للإجراءات المعمول بها في بلاده لاحتواء أزمة كورونا، بداية من يوم الاثنين المقبل.
وأكدت أنّه اعتبارا من يوم الاثنين سيُسمح للأشخاص بالصلاة في الكنائس أو المساجد أو غيرها من أماكن العبادة الدينية شرط ألا يزيد العدد في الداخل عن 10 أشخاص، وبأن تخفيف الإجراءات مستمر طالما كان هناك التزام صارم بالنظافة والإجراءات الصحية الصادرة عن السلطات. (وكالة معا)
التعليق:
منذ أن أصابت جائحة كورونا العالم أعلنت الدول عن مجموعة من الإجراءات سمّتها احترازية لمنع تفشي الوباء، وكان من بين هذه الإجراءات إغلاق المساجد بما فيها المسجد الأقصى والحرم المكي والمسجد النبوي، ومنع إقامة الجُمع والجماعات في الدول الغربية والبلاد الإسلامية على حد سواء، فيما فُرِضَت العقوبات والغرامات على من خالف قرار الإغلاق هذا. فهُجرت المساجد وخلت من المصلين والمعتكفين ولا سيما في شهر رمضان المبارك.
ومن ثمَّ ما لبثت الدول في العالم ومنها البلاد الإسلامية أن قامت بالتخفيف من الإجراءات والقيود التي فرضتها لتنعش اقتصادها المتهالك، ففتحت المحال التجارية والأسواق، وسمحت للبنوك بالعمل، فاكتظت الشوارع والمحال التجارية والبنوك بالنّاس، ولكن المساجد كانت خارج هذه الحسابات، ولم يُسمح بفتحها ولو ساعة من نهار، وكأنّ كورونا يقف على أبواب المساجد، ويغيب عن غيرها، والمفارقة أنّ العديد من الدول الأوروبية سمحت بفتح المساجد تدريجيا في بلادها، بينما الأنظمة في البلاد الإسلامية مصرة على موقفها الرافض لفتح المساجد متذرعة بفتاوى دور الإفتاء عندها بوجوب الإغلاق، بحجة أنّ سلامة الأبدان مقدمة على سلامة الأديان! وكأنّ هذه الأنظمة قد وجدت في كورونا فرصة سانحة لإغلاق المساجد، فقد كان بإمكانها أخذ احتياطات السلامة والوقاية للمصلين وفتح المساجد، ولكنّها غير جادّة في ذلك وليس من أولوياتها. فقد عهدناها تُحارب الدين وتُضيق على دعاته، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: 114].
فنسأل الله تعالى أن يرفع عنّا البلاء، وأن يُعيدنا إلى بيوته سالمين معافين قبل انتهاء شهر رمضان، ونسأله أن يجعل كيد الظالمين في نحورهم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة
#كورونا | #Covid19 | #Korona