- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
النظام الرأسمالي الديمقراطي لا يحقق حاجات الناس
فيضطرون إلى المخاطرة بحياتهم ويهاجرون إلى بلدان أخرى من خلال تجار بالبشر
الخبر:
تسعى السلطات البنغالية إلى استعادة جثث 26 مواطنا بعد أن قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع تجار البشر في ليبيا يوم الخميس. وقالت سفارة بنغلادش في ليبيا نقلاً عن أحد الناجين إن مجموعة من 42 مهاجراً، من بينهم 38 من بنغلادش، احتجزهم التجار في بلدة (المزدة) الليبية، على بعد حوالي 180 كيلومتراً من العاصمة طرابلس. وقال الناجون إنهم دفعوا ما بين 8,000 دولار إلى 10,000 دولار للتجار للوصول إلى أوروبا عبر ليبيا، ولكنهم فجأة طُلبوا المزيد من الأموال، وعندما هاجم الرهائن زعيم التجار الليبيين وقتلوه، بدأ مساعدوه في إطلاق النار عليهم، فقتلوا 26 من بنغلادش وجرحوا 12 آخرين. (عرب نيوز)
التعليق:
لم تكن عمليات القتل في ليبيا حادثة معزولة بأي حال من الأحوال عن ظروفها، حيث يتعرض المهاجرون الفقراء للمضايقة والاختطاف وأخذهم رهائن، وتتم الإساءة إليهم وتعذيبهم وقتلهم، وقد حصل ذلك على مدار عقود عدة مضت. وعدد قليل فقط من هذه الحوادث تتم تغطيتها في وسائل الإعلام. كما ويغرق في كل عام آلاف المهاجرين واللاجئين البنغاليين المجهولين في خليج البنغال أو البحر الأبيض المتوسط أثناء فرارهم من بلادهم. وبعد كل مأساة نشير بإصبعنا إلى المتاجرين بالبشر الذين لديهم شبكة دولية واسعة، وغالباً ما يكونون بعيداً عن الملاحقات القانونية. وعلى الرغم من ذلك، فإننا نشهد أحياناً القبض على واحد أو اثنين من أفراد هذه العصابات، وتقوم الحكومة بهذه الاعتقالات فقط لتضليل الناس عن الأسباب الجذرية لما يسمى بالهجرة الاقتصادية القسرية.
تنعم بنغلادش بطاقة بشرية ضخمة، ولكن النظام الرأسمالي العلماني فشل في الاستفادة من هذه الموارد، وفشل في استخدامها في التنمية والتصنيع المحلي. لقد حطّم حكامنا الفاسدون الظروف الإنسانية والاقتصادية، فاضطر الناس إلى مغادرة البلاد لكسب قوتهم. وعلى مدار ما يقرب من 50 عاماً في بنغلادش، فشلت الديمقراطية الرأسمالية في تقديم أي أمل أو آفاق للناس، سواء للأشخاص ذوي المهارات العالية أو لعامة الناس من الأيدي العاملة. وعلى الرغم من أن الأشخاص المهرة والأثرياء يمكنهم العثور على وسيلة للهجرة بشكل قانوني، إلا أن العمال الفقراء غير المهرة ليس لديهم خيار سوى المخاطرة بحياتهم في الهجرة من خلال هؤلاء المتاجرين بالبشر. لذلك كان اتخاذ تدابير لتفكيك بعض شبكات الاتجار بالبشر لا يكفي لمنع تكرار هذا النوع من المآسي. بل يجب استبدال نظام الخلافة على منهاج النبوة بالنظام الرأسمالي الديمقراطي المسؤول عن انتشار الفساد والبطالة الهائلة، حيث سيعمل الخليفة على توحيد الموارد الطبيعية والبشرية للأمة ويعمل على الاستفادة منها لتصبح دولة صناعية رائدة في العالم، وعندها ينتهي الاتجار الخطير بالبشر.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد كمال
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش