الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
نساء نيجيريا يرفعن شعار "لقد أصابنا الإنهاك" في وجه الحكومة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نساء نيجيريا  يرفعن شعار "لقد أصابنا الإنهاك" في وجه الحكومة

 

 

 

الخبر:

 

اجتاحت نيجيريا موجة غضب على إثر حالات انتهاك العرض والقتل التي تعرضت لها فتيات في لاجوس وغيرها من المدن في الأسبوع الماضي. وقد عبر النيجيريون عن غضبهم عبر حملة قوية على مواقع الإعلام البديل تحت شعار "لقد أصابنا الإنهاك". (بي بي سي 2020/6/4)

 

التعليق:

 

لم تأت هذه الاحتجاجات من فراغ بل أتت بعد سيل من الجرائم المروعة التي تابع الجميع تفاصيلها. تابعنا وجوهاً غاضبة وأصواتاً تتعالى وهي تستنكر احتقار الإنسان وإهدار كرامته، جموع تتأجج غضبا بسبب انعدام الأمن. ولعل العامل المشترك في حملات الهاشتاغات وحوارات البث المباشر هو تضامن الجميع مع أسر فتيات في مقتبل العمر فقدن حياتهن بشكل مروع. مرت أمام أعيننا أسماء وصور لفتيات بين عمر الحادية عشرة والثانية والعشرين أصبحن في عداد الأموات. ولكن المأساة لم تكن في الموت بل في الكيفية التي قتلت بها الفتيات والعنف المفرط ضدهن، بوحشية الاغتصابات الجماعية والرغبة الظاهرة في التعذيب.

 

غضبت الجماهير واستنكرت ما حدث بالرغم من أن العنف ضد المرأة ليس بجديد في نيجيريا حيث تحتل نيجيريا المركز التاسع في قائمة أكثر دول العالم خطورة بالنسبة للنساء وفقا لتقرير صدر عام 2018 عن مؤسسة طومسون رويترز (وكانت الهند أخطر الدول). ولعل هذا الغضب المتزايد ورفع شعارات تدل على أن الشعب سئم من وعود الحكومة بحفظ الأمن واحترام كرامة المرأة. سئم الشعب من تذبذب مواقف الحكومة وسكوتها على انتشار الفساد في ربوع البلاد.

 

نعم سئم الناس من وحشية المتاجرة بالنساء والفتيات الصغيرات وترويج الرذيلة وفساد رجال الأمن حيث لا تأمن النساء على أنفسهن مع الشرطة بعد تكرر حالات اعتداء رجال الأمن على النساء. وضاق بهم ذرعا ما يرونه من مراوغة النظام الحاكم الذي اتخذ من الجماعات الإسلامية شماعة يواري بها فشله وضعفه. وليته اكتفى بالفشل والضعف، بل إنه ينشر الفساد ويتغاضى عن المفسدين، ولعل أبرز مثال هو الموقف المزري للقانونيين في نيجيريا من تبرئة نساء قبض عليهن في أوضاع لا أخلاقية وفي أماكن مشبوهة خلال عمليتي مداهمة في 17 و26 نيسان/أبريل 2017. وبعد حملة قادها دعاة حقوق الإنسان وعريضة للمحكمة قامت القاضي بنتا نياكو بتبرئة المتهمات وصرحت محكمة أبوجا العليا أنه لا يوجد قانون يجرم ممارسة الجنس في البلاد. بل وحكم للمتهمات في قضايا الدعارة بتعويض مناسب!!

 

إن بشاعة الموقف ليست في الانتهاكات والجرائم الفردية بل في المنظومة التي تسير أمور الناس في البلاد وأي مبادرة أو وقفة لا تستهدف تغيير النظام القائم وتبديل الأسس التي قام عليها لا تتسم بالجدية. ولعل هول هذه الجرائم يعجل بانهيار النظام الفاسد الفاشل في نيجيريا أرض الإسلام. هذا النظام الذي استهان بأقوات الناس وثرواتهم وأعراضهم ودينهم. ولا نقول سوى حسبنا الله هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير.

 

﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هدى محمد (أم يحيى)

آخر تعديل علىالثلاثاء, 09 حزيران/يونيو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع