الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تدخل تركيا في ليبيا هو لحماية المصالح الأمريكية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تدخل تركيا في ليبيا هو لحماية المصالح الأمريكية

 


الخبر:


قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها "إن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اتفقا يوم الاثنين على ضرورة التعاون لتهيئة الظروف لعملية السلام في ليبيا" (ديلي صباح)


التعليق:


من المثير للاهتمام أن كلا من تركيا وروسيا اتفقتا على وجوب تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة إلى ليبيا بسرعة، وقد ساعد دعم تركيا للحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس على تغيير التوازن في البلاد، مما سمح للقوات المتمركزة في طرابلس باستعادة مطار العاصمة وكسب معركة ضد القوات المعارضة المتمركزة في الشرق، بقيادة الجنرال المؤيد لأمريكا خليفة حفتر. ودعت مصر إلى وقف لإطلاق النار ابتداء من يوم الاثنين كجزء من مبادرة لإنشاء مجلس قيادة منتخب لليبيا. ورحب أنصار حفتر بالاقتراح إلى جانب روسيا والإمارات. وقال أردوغان يوم الاثنين إنه توصل إلى اتفاق مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب يمكن أن يبشّر بـ"عهد جديد" في ليبيا. وقد أدلى أردوغان بهذا التعليق في مقابلة تلفزيونية أجريت معه بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي، لكنه لم يوضّح شكل الاتفاق الذي تم التوصل إليه. وقال أردوغان لإذاعة تي آر تي: "بعد محادثاتنا حول العملية الانتقالية في ليبيا، فإنه يمكن أن تبدأ حقبة جديدة بين تركيا والولايات المتحدة، لقد توصلنا إلى بعض الاتفاقات".


فمن الواضح أن أمريكا قد سيطرت على مشاريع أوروبا في تشكيل حكومة وحدة تضم المناطق الغربية والشرقية في ليبيا، وكذلك تحقيق الاستقرار في البلاد لصالحها. ومن خلال انضمام تركيا للنزاع إلى جانب الحكومة في طرابلس، فقد تم تهميش نفوذ أوروبا في العملية الانتقالية. وعلى الرغم من تحييد الجنرال حفتر، إلا أنه لا يزال أحد العملاء الموالين لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وسيتم استخدامه في العملية الانتقالية للتعجيل بتشكيل حكومة وحدة. وقد استخدمت أمريكا، مرة أخرى، خدمات تركيا وروسيا لتحقيق مشاريعها في ليبيا، تماماً كما استخدمت كلتا القوتين لتحقيق مشاريعها في سوريا، وفي حماية حكم عميلها بشار الأسد.


أما بالنسبة للعصر الجديد لليبيا، فإن أردوغان لا يخطط لاستعادة ولاية طرابلس التي كانت جزءاً من الدولة العثمانية، بل على العكس من ذلك، فهو يتطلع إلى توسيع دائرة نفوذ أمريكا في الشمال الأفريقي، وهذه أنباء مزعجة بالنسبة لأوروبا، وخاصة بالنسبة لبريطانيا، حيث سيواجه عملاؤها في تونس والجزائر والمغرب ضغوطاً كبيرة لصالح أمريكا أو بتغيير الأنظمة فيها، حيث يحل عملاء أمريكا محل عملاء أوروبا ومنهم عملاء بريطانيا.


من المخزي أن نرى تركيا تحقق مصالح أمريكا في المغرب العربي بهذه الطريقة الخيانية. وخلال الحروب البربرية التي حصلت ما بين (1800 إلى 1815)، تحركت تركيا بصفتها كانت عاصمة الخلافة العثمانية، تحركت وانضمت إلى ولاية طرابلس لطرد أمريكا من المنطقة المغاربية. فقد فهم الأتراك والمسلمون في المنطقة أنه لا يجوز للقوى الغربية أن يكون لها سلطة على بلاد المسلمين. ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.


وما لم يدحر المسلمون في ليبيا النفوذ الأجنبي، فإن المنطقة ستظل بأكملها تحت سيطرة قوى الكفر الاستعمارية، مع انتقال السلطة المحتمل من النفوذ الأوروبي إلى النفوذ الأمريكي. ويجب على الأتراك العودة إلى جذورهم الإسلامية ورفض التعاون مع القوى الاستعمارية الكافرة مثل الاتحاد الأوروبي وأمريكا وروسيا. قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ﴾. ويجب على المسلمين في ليبيا وتركيا أن يعملوا سوياً من أجل إعادة الخلافة على منهاج النبوة والبدء بحقبة جديدة من الاستقلال والعزة للمسلمين ومنهم المسلمون في المغرب العربي.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع