السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
العنصرية: النظر خلف الألوان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

العنصرية: النظر خلف الألوان
(مترجم)

 


الخبر:


العنصرية...


التعليق:


قيل الكثير في الأسابيع الأخيرة عن العنصرية. وغني عن القول، إنه تم التركيز بشكل أساسي على لون البشرة، لأن هذا هو حقيقة ما مر به الناس. التمييز القائم على لون شخص ما هو مجرد مظهر من مظاهر العنصرية وليس السبب والدافع وراءها. في الواقع، لا تتعلق العنصرية بالألوان، إنها تتعلق بالغطرسة والجشع والسيطرة والاستغلال لأمة على أخرى.


الأشخاص أنفسهم الذين يقودون قافلة العنصرية اليوم اعتادوا على استعباد السلاف ذوي البشرة البيضاء من أوروبا الشرقية في أوائل العصور الوسطى في أوروبا. كلمة "سلاف" بمعنى عبد بالإنجليزية مشتقة من الاسم العرقي للسلاف.


في القرن الخامس عشر، كانت الكنيسة القوية هي التي أصدرت الحكم لاستعباد "الوثنيين" و"أتباع الديانات الأخرى". في وقت لاحق، جادل كاهن مثل خوان جينيس دي سيبولفيدا بأن الهنود "الصفر" ليس لديهم روح وبالتالي ليسوا بشراً، ممهدا الطريق ليس فقط لاستعباد الشعوب الأصلية في المستعمرات الإسبانية في أمريكا الوسطى والجنوبية، ولكن أيضاً لإبادتهم كما لو كانوا حشرات ضارة.


لذا فإن الخلفيات العرقية ولون البشرة هي مجرد عذر للدول المتغطرسة والجشعة لإيجاد شرعية للسيطرة على "الآخر" واستغلاله.


أيضا، هذه الأنواع من الخطابات لا تزال موجودة اليوم. يطلق على الأمريكيين الأصليين أو الأشخاص الذين لديهم أصول أمريكية مختلطة "الزنوج الحمر". بالطريقة نفسها يطلق على العرب "زنوج الرمال". هذه المصطلحات المهينة ليست سوى وسيلة لتجريد العرب من إنسانيتهم، لتبرير احتلال بلادهم، والقتل العشوائي لنسائهم وأطفالهم، وتدمير بنيتهم التحتية بالكامل ونهب وسلب ثرواتهم، وانتقاص كرامتهم وشرفهم...


في الماضي، الممالك والإمبراطوريات هي التي سيطرت على الدول الأخرى واستغلتها وفقاً لنظرتها للعالم. اليوم رأسماليتها والدول الرأسمالية هي التي تهيمن على الدول الأخرى وتستغلها. ليس من الصعب معرفة أن الرأسمالية هي أسوأ أشكال الغطرسة والجشع والهيمنة والاستغلال في تاريخ البشرية، لأن الأساس يقوم على هذه الخصائص. لذا، فهي تنتج هذه الأنواع من الأفراد والأمم، وتدعم هذه الأفكار لأن هذا هو ما يكمن في أساس بقائها، مثل الطفيليات التي تعيش على غيرها.


الرأسمالية تتجاهل الخالق وتضع الإنسان مكان الله، فتسبب الغطرسة بين الناس. فهي تقدس فكرة الفردية التي تؤدي إلى الأنانية وحب الذات. إنها تسعى إلى السعادة في المادية التي تؤدي إلى الجشع. إنها تبني دولها على أساس القومية والوطنية، مما يؤدي بالتأكيد إلى التمييز ضد الطرف الآخر بجوار حدودها ويسبب الهيمنة والاستغلال.


طالما لم تتم مواجهة الدافع وراء العنصرية، وهي وجهة النظر الرأسمالية، لا يمكننا أبداً القضاء عليها بمجرد محاربة الأعراض. والبديل الوحيد هو الإسلام الذي يعارض الغطرسة ويحفز على التواضع وينتج أناساً يخافون الله. الذي يرى الأنانية على أنها إثم ورعاية الآخرين خير. ويرفض فكرة أن السعادة مطلوبة في الكسب المادي ويوجه السعادة إلى طاعة الخالق الذي خلق الثروة والمادة، وتوزيعها بشكل عادل بين الناس. إنه يرفض الفكرة الضحلة للدول القومية التي تستعبد الناس، ويقدم فكرة الأمة الواحدة التي تشمل البشرية جمعاء. وأخيراً، يعلن الحرب على استغلال الناس على أساس لون البشرة والعرق والجنس لأنه يعتبر ذلك فعلاً غير عادل ضد الإنسانية ويعتبره استبداداً.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 22 تموز/يوليو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع