الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

قيس سعيد يبرئ ساحة فرنسا ويعتبر احتلالها لتونس حماية لها!

 

الخبر:

 

نشرت الكثير من وكالات الأخبار نبأ زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى فرنسا في 2020/06/23، ولقائه بالرئيس الفرنسي ماكرون، وفي لقاء صحفي مع قناة فرانس 24 الناطقة بالفرنسية قال قيس سعيد: "إن تونس كانت تحت نظام الحماية وليس احتلالا مباشرا مثلما حدث بالجزائر، ورغم ذلك فقد تم ارتكاب جرائم ضد التونسيين ودفعوا الثمن غاليا"، وفي تعليق على لائحة الاعتذار الأخيرة بالبرلمان قال قيس سعيد: "تونس لها الحق أن تطلب الاعتذار لكن بطرق أخرى وليس بلائحة في البرلمان... والاعتذار من الأفضل أن يكون عبر تعويضات مالية أو بعث مشاريع في البلاد"، واعتبر قيس سعيد أن طلب الاعتذار في البرلمان لم يكن "بريئا" متسائلا: "لماذا نطلب الاعتذار بعد 60 سنة؟".

 

التعليق:

 

ما زلنا نتذكر كيف أن الكثير من المسلمين قد هللوا واستبشروا خيرا عندما أُعلن فوز قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية في شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 2019، حيث كان فوزه لافتا للنظر خاصة وأنه لا ينتمي لأي حزب من الأحزاب التي كانت تتنافس على كرسي الرئاسة، ولأنه كان لا يتكلم إلا العربية الفصحى، وأفصح غير مرة عن حبه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه واعتبره قدوة له، وأخذ يوزع المساعدات على الناس بنفسه مستحضرا بذلك سيرة الفاروق عمر، ولأنه رفض المثلية واعتبر التطبيع مع كيان يهود جريمة، ورفض المساواة في الميراث لأن القرآن الكريم قد حسم هذه القضية، أي ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ﴾، كل هذه الأسباب وغيرها جعلت الكثيرين من أبناء تونس يختارونه على من سواه، ففاز فوزا ساحقا في الانتخابات، حتى إن بعضهم وصفه بأنه الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى تمثلا بقوله تعالى ﴿وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى﴾.

 

ومع أننا أمة كَثُرت نكباتها ومصائبها، وتكالب عليها القريب والبعيد، وعاشت الكثير من المحن والسنين العجاف العجاف بسبب حكامها العملاء، ومر على هذه الأمة الكثير ممن يسمون بالحكام الذين قاموا مرارا وتكرارا بخداع الأمة حتى أوردوها موارد الهلاك؛ من عبد الناصر وحسين وحسن وحافظ ومعمر وفهد...، وما زال أبناء بعض هؤلاء الطواغيت وغيرهم يمارسون ويلعبون اللعبة القذرة نفسها في خداع الأمة، إلا أن العجب العجاب أن بعض المسلمين ما زالوا حتى اللحظة غير قادرين على التمييز بين الغث والسمين، وما زال سهلٌ خداعهم، يُخدَعون بمعسول كلام هؤلاء الطواغيت، فيُلدغون من جحر هؤلاء الطواغيت مرات ومرات مع أن النبي ﷺ يقول: «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».

 

فهذا الذي يدعي أنه يستحضر سيرة عمر، أين هو من سيرة عمر؟! لقد كان عمر رضي الله عنه يحكم دولة مترامية الأطراف بالإسلام وحده، أما أنت يا قيس سعيد فتحكم تونس بعلمانية قذرة أهلكت الحرث والنسل، مستوردة ممن احتلوا تونس وقتلوا أبناءها، فأين أنت من عمر؟! لم تكن الدولة التي يحكمها الفاروق عمر ذات حدود ثابتة أو مرسومة من الكفار، بل كانت حدودها متغيرة ومتوسعة كلما قامت الدولة بالجهاد في سبيل الله والفتوحات، أما دولتك يا قيس سعيد فهي ذات حدود مصطنعة رسمتها دول الكفر المستعمرة كفرنسا لتمزيق بلاد المسلمين شر ممزق! وهل كان الفاروق عمر يرى دماء المسلمين تُهرق قربانا لتحقيق مصالح الكفار ويسكت بحجة عدم التدخل في شؤون الآخرين كما تفعل أنت يا قيس سعيد؟! وهل كان دستور دولة الفاروق علمانيا كدستور تونس المستورد من دول الكفر أم أنه كان أحكاما شرعية مستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله؟ وهل كان عمر يقبل بأن تقوم دول الكفر بنهب خيرات وثروات المسلمين ويبقى ساكتا كما تفعل أنت إزاء ما تقوم به فرنسا المجرمة من سرقة ثروات تونس جهارا نهارا ولا تحرك ساكنا؟! ولم تكتف بذلك بل برأتها مؤخرا من جرم احتلالها لتونس واعتبرت طلب الاعتذار ليس بريئا! فأين أنت من عمر يا هذا؟! شتان بين الثرى والثريا!

 

تقول يا قيس سعيد "إن وجود فرنسا في تونس لم يكن احتلالا كالجزائر بل كان بغرض الحماية"، ولنفترض جدلا أن فرنسا لم تحتل تونس لأكثر من سبعة عقود كما هو معلوم للقاصي والداني، إلا أنك في حوارك مع قناة فرانس 24 اعترفت بأن فرنسا كانت قد احتلت الجزائر، ومعلوم أن فرنسا قتلت من مسلمي الجزائر ما يفوق المليون شهيد، أليس هذا كافياً لاعتبار فرنسا دولة محاربة للمسلمين جميعا وجب طردها وقلع نفوذها السياسي والثقافي والاقتصادي من كافة بلاد المسلمين؟! أليست حرب المسلمين واحدة وسلمهم واحدة ولا فرق بين مسلمي تونس ومسلمي الجزائر؟! وعلى الرغم من جرائم فرنسا في تونس والجزائر وغيرهما إلا أن موقفك منها كان في قمة التخاذل والتبعية، وقد رفضت طلب الاعتذار على الرغم من أنه لن يقدم ولن يؤخر، وبدلاً من أن تطالب بإنهاء الوجود الفرنسي في تونس رحت تثبته بالقول إن الاعتذار يمكن أن يكون بإقامة فرنسا مشاريع في تونس!! وهذا يعني فتح الأبواب للنفوذ الفرنسي والشركات الفرنسية لتقوم بمزيد من نهب الثروات وإفقار البلاد والعباد.

 

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على المسلمين بخليفة يكون كالفاروق عمر فيحسن رعاية المسلمين ويقطع دابر دول الكفر ويطردهم من بلادنا أذلة وهم صاغرون.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد أبو هشام

 

آخر تعديل علىالخميس, 02 تموز/يوليو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع