الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الخمر حرام وهي أم الخبائث فلِمَ تستغرق الحكومة وقتاً طويلاً لتغلق مصانع الخمر وتوقف ترخيص بيعها؟ (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخمر حرام وهي أم الخبائث

فلِمَ تستغرق الحكومة وقتاً طويلاً لتغلق مصانع الخمر وتوقف ترخيص بيعها؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

بعد إجراء حملة "إغلاق مصانع الخمر" لمدة أسبوعين تقريباً، سلم حزب التحرير/ ماليزيا مذكرة مفتوحة إلى العديد من السلطات المحلية في جميع أنحاء ماليزيا في 18 حزيران/يونيو 2020م، وحث على إغلاق جميع مصانع الخمر، وإلغاء تراخيص جميع المشروبات الكحولية وسحب التراخيص الجديدة من جميع المباني التي تبيع الخمور. في المذكرة، ذكَّر حزب التحرير في ماليزيا السلطات المحلية بأن الخمر محرم قطعا في الإسلام وذكّرها بالعشرة الذين لعنهم رسول الله ﷺ فيما يتعلق بالخمر.

 

التعليق:

 

في الأشهر الأخيرة، وفي حين إن أمر تقييد الحركة في ماليزيا لا يزال سارياً، فقد صدمت ماليزيا بالعديد من الحوادث الخطيرة والقاتلة الناجمة عن السائقين المخمورين. وقد ولّد هذا الكثير من ردود الفعل من الناس. تمتلئ وسائل الإعلام الرئيسية ووسائل التواصل بردود فعل من مختلف الأطراف حول هذه القضية. حيث يريد البعض فرض عقوبات شديدة على الجناة، والبعض يريد حظر بيع الخمور، فيما يريد البعض الآخر إغلاق مصانع الخمر في ماليزيا. من ناحية أخرى، يقول البعض بأن تخمير وبيع الخمر لا يمكن إلغاؤه لأن استهلاكه حق لغير المسلمين ولا تستطيع الحكومة إنكاره. بغض النظر عن الآراء المعرب عنها، فمن الواضح أن الآثار السلبية للخمر هي سبب هذه المشكلة.

في الإسلام، الخمر مادة محرمة وقد وصف الله سبحانه وتعالى شرور الخمر للمسلمين بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة: 90-91].

 

 دون معالجة مسألة الخمر في سياق أوسع واستمرار التركيز فقط على استهلاكها، فإن الضرر الناجم عنها واضح وضوح الشمس في رابعة النهار. وبغض النظر عن الآثار السلبية للخمر على صحة الإنسان، فإنها تعد أيضاً سببا رئيسياً لأنواع مختلفة من الضرر للمجتمع. في الولايات المتحدة، يرتبط أكثر من 40٪ من المجرمين المعتقلين في السجون بجرائم تسببها الخمرة. الخمرة هي أيضا السبب الرئيسي للاعتداء الجنسي والعنف المنزلي وقضايا القتل المختلفة. في ماليزيا، ازدادت الحوادث المميتة الناجمة عن السائقين المخمورين بشكل كبير هذا العام، حيث أفادت إحصائيات الشرطة الملكية الماليزية بأن هناك 21 حالة من الحوادث التي تسبب بها السائقون المخمورون خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام مع ثماني وفيات - في زيادة كبيرة مقارنة بـ23 حالة طوال العام في 2019م. وإذا ما تأملنا في الآيات السابقة من سورة المائدة، بعد أن وصف الله تعالى للمؤمنين شرور الخمر وبأنها من عمل الشيطان، فإن الله سبحانه وتعالى يخاطبنا بسؤال مهم للغاية ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾؟ للأسف، اليوم، يرفض العديد من المسلمين تحرير أنفسهم من الخمر. على الرغم من عدم شرب الخمر، إلا أن الكثيرين لا يزالون مستعدين لرؤية الخمر تباع في كل مكان. وعلى الرغم من عدم شربهم الخمر، إلا أن الكثيرين ما زالوا يعتبرونها أحد مصادر المنفعة الاقتصادية وبأنها "حق" للكافرين، وبالتالي لا يجب على المسلمين الانتهاء عن تخمير وبيع الخمر. هذا الموقف يتعارض تماماً مع موقف المسلمين في عهد رسول الله ﷺ وصحابته. عندما جاءهم خبر تحريم الخمر، رموا على الفور الخمر المتبقي في أيديهم وحطموا الآنية المتبقية دون تردد. فقد فهم أصحاب رسول الله ﷺ أن أمر الله يجب أن يتبع دون أدنى شك وتردد، وفهموا تماماً قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ﴾ [المائدة: 92]

للأسف، لا يزال بعض المسلمين يلتزمون بالقوانين الموروثة من الغرب التي تسمح بصناعة الخمور وترخيصها. إنه بالتأكيد لأمر مثير للسخرية، بل أسوأ من ذلك، مخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى عندما يقوم الناس، والحكومة بخاصة بقول المعسول من الكلام الذي يتقبل حقيقة أن الخمر حرام بل ويتحدثون عن ضررها وخطرها ثم لا تكون عندهم نية جادة وقوية لمنع أمّ الشرور هذه من تدمير المجتمع؛ وذلك من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية كاملة.

 

قال رسول الله ﷺ: «لَا تَشْرَبْ الْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ» (رواه ابن ماجه)

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد – ماليزيا

آخر تعديل علىالخميس, 02 تموز/يوليو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع