- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مسيرات 30 حزيران/يونيو ما بين 2019م و2020م
الخبر:
خرجت مسيرات هادرة في العاصمة الخرطوم وبعض مدن الأقاليم في السودان في 30 حزيران/يونيو 2020م بعد أن فشلت حكومة الفترة الانتقالية والتي لم تكمل عامها الأول في تحقيق مطالب الثوار.
التعليق:
عندما خرجت جموع الثوار في 30 حزيران/يونيو 2019م كان خروجهم من أجل مساندة المدنيين مقابل تعنت العسكر (رجال أمريكا) الذين اضطروا أمام ضغط الجموع الهادرة من الثوار أن ينحنوا للعاصفة ويتفاوضوا مع المدنيين (رجال أوروبا) ويتقاسموا معهم السلطة التي كانت ظاهرياً في يد المدنيين ولكنها عملياً كانت وما زالت في يد العسكر مما شل حركة الحكومة ففشلت في جميع الملفات ابتداءً من ملف محاسبة المتورطين في فض الاعتصام وقتل الشباب؛ إذ لم يقدم أحد رغم مرور أكثر من عام على الحادثة للمحاكمة بل كان التسويف والمماطلة هما السمة البارزة الغالبة، وأما ملف السلام الذي حدد له ستة أشهر فقد مرت أكثر من تسعة أشهر وما زال الملف (مَحلَّك سر)! وأما معاش الناس فحدث ولا حرج، فبالرغم من تعهد الحكومة بعدم رفع الدعم (اسم الدلع لزيادة الأسعار) عن الخبز والمحروقات في ميزانية 2020م إلا أنها ضاعفت سعر الخبز، وما زال رغم ذلك بعيد المنال في ظل الصفوف المتراصة أمام المخابز، كما ضاعفت سعر الوقود خمسة أضعاف، وكذلك لم يتوفر، وكانت صفوف السيارات تعد بالكيلومترات حتى ظهرت جائحة كورونا فكانت برداً وسلاماً على الحكومة التي أغلقت البلاد وعطلت الحياة طمعاً في دولارات الدعم وانتظاراً لسراب المانحين في برلين، وتهاوى الجنيه أمام الدولار فارتفعت الأسعار وصارت الحياة جحيماً لا يطاق...
في ظل هذه الأوضاع الكارثية بدأت الأصوات تتنادى للخروج في مظاهرات جديدة لذكرى 30/6 فأزعج هذا الحكومة فبدأت بتخويف الناس من الخروج لما يمكن أن يحدث من فوضى ودخول مندسين كما أسمتهم للتخريب، كما كان التحذير من كورونا حاضراً، وعندما وجدت إصراراً من الشباب على الخروج ركبت بعض مكونات الحكومة الموجة ودعوا الناس للخروج من أجل تصحيح المسار وليس من أجل إسقاط النظام، وهكذا خرجت الجموع يوم 30 حزيران/يونيو 2020م ولكن هذه المرة ليس من أجل الضغط على العسكر وإنما للضغط على المدنيين، وقدموا العديد من المطالب التي وعد رئيس الوزراء بتنفيذها خلال أسبوعين.
خلاصة القول إن رجال أوروبا بدأت الأرض تهتز من تحت أرجلهم وما عادت الحاضنة الشعبية معهم كما كانت في السابق، وهذا يقوي جانب أمريكا ولو بصورة غير مباشرة.
وهذا يؤكد أن الأنظمة الوضعية الرأسمالية عسكرية كانت أم مدنية، شمولية كانت أم ديمقراطية، كلها واحد لأنها تأخذ من مستنقع آسن واحد، تاركة منهج ربها خلف ظهورها فتصبح الحياة ضنكا، فلو أراد الذين خرجوا قبل عام والذين خرجوا يوم 30/6 هذا العام، لو أرادوا الحياة الكريمة لعملوا مع حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله لإقامة صرح الإسلام العظيم؛ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تحقق الحياة الهانئة المطمئنة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان