- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
التعديل الوزاري والمحاصصة السياسة وإدمان الفشل!!
الخبر:
تقدم ستة وزراء سودانيين باستقالاتهم بعد أن طلب منهم ذلك، وقد قبلها رئيس الوزراء عبد لله حمدوك بينما أقال وزيراً سابعاً رفض تقديم استقالته. (أغلب صحف الخرطوم يوم الخميس 9/7/2020م)
التعليق:
إن التعديل الوزاري المزمع إجراؤه بعد تقديم بعض الوزراء استقالاتهم والمتزامن مع إرهاصات الاتفاق مع الحركات المسلحة والمفضي إلى المحاصصات السياسية، والتي رشح خبرها عبر الأسافير، كان وكأنه استجابة لمطالب مسيرة ٣٠ حزيران/يونيو.
لقد كان أداء الحكومة الانتقالية في المرحلة السابقة حقاً أداءً فاشلاً على جميع الأصعدة، وليس أدل على ذلك من خروج مسيرة ٣٠ حزيران/يونيو والتي أطلق عليها المتظاهرون مسيرة (إسقاط الحكومة)، أما الغاضبون للحكومة وهم الشريحة العظمى من المؤيدين للحكومة فأطلقوا عليها اسم مسيرة (تصحيح المسار)، فقد أجمعوا على عجز الحكومة وعدم قدرتها على التقدم في أي مسار من المسارات التي قامت الثورة من أجلها، بل كثير من الملفات صارت أسوأ مما كانت عليه؛ فالخدمات تراجعت والأسعار تضاعفت والتضخم في حالة ازدياد مطرد، وأزمات متلاحقة تأخذ بعضها برقاب بعض، والعلاقات الدولية التي كانت بمثابة طوق النجاة للحكومة قد نعاها سفير الاتحاد الأوروبي في اللقاء الذي أجراه معه تلفزيون السودان؛ حيث أقر بفشل الاتحاد الأوروبي بالضغط على أمريكا لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، "والذي تعتبره الحكومة المفتاح السحري لحلحلة مشاكلها خاصة الاقتصادية منها"... وحتى رموز النظام السابق والذين ظلوا في السجون ولأكثر من عام، فقد اعترف وزير العدل بعجز الحكومة عن تقديمهم للمحاكمة، كما وأنها عجزت عن إثبات جرائم الفساد المالي الذي اشتهرت به حكومة الإنقاذ. أما الملف الوحيد الذي يمكن أن يتشدق به البعض والحكومة قد أحدثت به تقدماً فهو ملف السلام والذي أفضى إلى كارثة المحاصصة السياسية التي تجعل من الحكم قصعة يتداعى عليها الأكلة. والتي ستؤدي إلى حكومة شركاء متشاكسين يسيرون بالبلد إلى الأسوأ، مدمنين على الفشل سيراً على خطا حكومة الإنقاذ التي جعلت من المحاصصة السياسية منهجاً لإدارة دفة الحكم.
إن الاستجابة لمطالب الثوار لتصحيح المسار تقتضي أولاً التأكد من خط المسار نفسه؛ هل هو الخط الصحيح الذي يوصل للغاية؛ أعني النظام الذي يقوم عليه الحكم هل هو النظام الصحيح؟ فإن كان كذلك حينها يمكن النظر في الرجال ومقدراتهم لأن الناس كالإبل لا تكاد تجد في المائة راحلة؛ فيستبدل برجل من هو أقدر منه ولا مشاحة في ذلك، أما والحال كما نرى فالحكومة تسير على النظام الرأسمالي جاعلة من الجهر بالعلمانية ومحاربة الإسلام شعاراً لها فأنى لها النجاح؟!
إذن النجاح ورفع المعاناة يوجب علينا الاستجابة لأمر الله تعالى حيث قال سبحانه في محكم تنزيله: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ إذن نزول البركات من السماء وخروجها من الأرض مشروط بالإيمان بمنهج الله والجد في تطبيق نظامه، وبه تتحقق التقوى ويتحقق الشرط فتفتح علينا أبواب البركة ورضوان من الله أكبر.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور
وسائط
1 تعليق
-
لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم فرج قريب ونصر مكين متين