الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هجوم الغرب العلماني بعد إعادة آيا صوفيا لتكون مسجداً

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هجوم الغرب العلماني بعد إعادة آيا صوفيا لتكون مسجداً

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أصدر الرئيس رجب طيب أردوغان مرسوماً يوم الجمعة يأمر بفتح آيا صوفيا للمسلمين للصلاة فيه، وهو إجراء من المرجّح أن يثير ضجة دولية حول هذا الموقع التراثي العالمي الذي يعتز به النصارى والمسلمون على حد سواء لأهميته الدينية، وبنيته المذهلة وما له من دلالة على الغزوات.

 

 جاء القرار الرئاسي بعد دقائق من إعلان محكمة تركية أنها ألغت مكانة آيا صوفيا كمتحف، والذي جعلها على مدى الثمانين عاماً الماضية نصباً للتناغم النسبي ورمزاً للعلمانية التي كانت جزءاً من الأساس الحديث للدولة التركية.

 

تم بناء آيا صوفيا في القرن السادس ككاتدرائية، وهي تمثل أعظم مثال على العمارة النصرانية البيزنطية في العالم. لكنها كانت مصدراً للتنافس بين النصارى والمسلمين، بعد أن استقرت في قلب العالم النصراني منذ ما يقرب من ألف عام، ثم بعد أن استولت عليها (الإمبراطورية) العثمانية الإسلامية، كانت هذه آخر مرة تُستخدم فيها كمسجد.

 

لقد كان قراراً يسعى إليه المحافظون الإسلاميون في تركيا وخارجها منذ فترة طويلة، ولكن قراراً يقول المعارضون عنه إنه ينوي تحريك قاعدته القومية والدينية مع تراجع شعبيته بعد 18 عاماً على قمة السياسة التركية..

 

تم تحويل آيا صوفيا، المشهورة بعظمة قبتها الهائلة والأيقونية، إلى مسجد بعد أن أقام الفاتح محمد الثاني صلاة الجمعة الأولى هناك في عام 1453م، بعد ثلاثة أيام من السيطرة على ما كان يعرف آنذاك مدينة القسطنطينية.

 

وتم تحويله إلى متحف في عام 1934م تحت سلطة الجمهورية التركية العلمانية الحديثة وتم تسميته تحفة فنية كأحد مواقع التراث العالمي في إسطنبول وأصبح أكثر مناطق الجذب السياحي شعبية في تركيا، حيث توجّه لزيارتها حوالي 3.7 مليون زائر العام الماضي. (نيويورك تايمز)

 

التعليق:

 

في وصف عودة آيا صوفيا إلى مسجد على أنها "إجراء من المرجح أن يثير غضباً دولياً"، تعني صحيفة نيويورك تايمز بالطبع أنها تثير الغرب العلماني، الذي أصبح معتاداً على التفكير في نفسه على أنه "المجتمع الدولي" المفوض للبت في جميع شؤون العالم.

 

يتهم الغرب العلماني الدين بالتمييز والقمع للآخرين، ويصف نفسه بأنه محايد ومنصف تجاه جميع الأديان. وبالفعل تمشى تماماً مع هذا التفكير العلماني أن آيا صوفيا لم تُستخدم ككنيسة ولا كمسجد، بل تحولت بدلاً من ذلك إلى "متحف" يمكن أن يكون مقبولاً على حد سواء من النصارى والمسلمين ويمثل موقفاً محايداً بين الاثنين؛ إنها طريقة حياة غريبة فعلاً على النصارى والمسلمين. في المقابل، كان الإسلام في الواقع هو الذي أظهر وحقق السلام والوئام بين الأديان، وهي ممارسة بدأ اعتمادها حتى في أوروبا في نهاية عصرها النصراني ولكن قبل أن تتجذر العلمانية كثيراً.

 

لقد حدّد الإسلام الأساس لحماية وتأمين جميع الأديان في القرآن والسنة. قال تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ سورة الحج.

 

وروي عن عروة بن الزبير أنه قال: «كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إلَى أَهْلِ الْيَمَنِ: أَنَّهُ مَنْ كَانَ عَلَى يَهُودِيَّتِهِ أَوْ نَصْرَانِيَّتِهِ فَإِنَّهُ لَا يُفْتَنُ عَنْهَا، وَعَلَيْهِ الْجِزْيَةُ» (أبو عبيد القاسم بن سلام، كتاب الأموال)

 

اعتمد المسلمون هذه الأدلة ليس فقط كإرشادات أخلاقية ولكن كنصوص قانونية يجب الالتزام بها وتطبيقها عملياً. كان الطابع العام للمجتمع إسلامياً بلا منازع، بينما كان يحق لغير المسلمين في الوقت نفسه ممارسة دياناتهم في حياتهم الخاصة. على النقيض من ذلك، دفعت العلمانية جميع الأديان لتكون أمراً (فردياً) وخلقت ديناً عاماً مادياً جديداً ينظر إلى النجاح على أنه السعي وراء الملذات الدنيوية والازدهار المادي، وهو الرخاء الذي فشلوا مع ذلك في تحقيقه لغالبية شعوبهم.

 

يفصل الغرب الدين عن الحياة في حين إن الإسلام يجعل الدين أساس الحياة. من خلال غرس الحياة العامة بالقيم الأخلاقية والإنسانية والروحية بالإضافة إلى المادية، طور الإسلام حضارة غنية ومتطورة لم تؤسس فقط سلاماً وتناغماً حقيقيين ولكن أيضاً قدمت العدالة والازدهار للجميع. تمتع غير المسلمين بالكامل بثمار الحضارة الإسلامية، وظلوا تحت حكم الإسلام يمارسون أديانهم أفضل بكثير مما هم عليه اليوم في ظل العلمانية الغربية، حيث تغلق الكنائس والمعابد اليهودية ويعرف عدد متزايد من السكان أنفسهم بأنهم "ملحدون" أو "محايدون دينياً". في الواقع، يريد الغرب العلماني أن تصبح جميع أماكن العبادة مثل آيا صوفيا، متاحف ذات اهتمام تاريخي فقط خالية من أي علاقة عملية بالحياة المعاصرة.

 

من دون الدين، يتفتت الانسجام في المجتمع الغربي، وتتفكك العائلات والمجتمعات، ويعيش الأفراد بشكل متزايد حياة معزولة منفردة. فقط من خلال الخضوع للدين يمكن للبشر أن يعرفوا الرضا الحقيقي. ومن بين أديان اليوم، فإن الإسلام فقط هو الذي يمثل الحق ويمكنه أن يحمي البشرية بصدق وإخلاص. تشهد الأمة الإسلامية نهضة دراماتيكية، وهذا هو ما استجاب له أردوغان من أجل طموحاته السياسية الشخصية، لكن هذه النهضة ستتجاوز أردوغان بكثير. بإذن الله، سيشهد العالم قريباً فجر حضارة جديدة تقيمها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستوحد جميع البلاد الإسلامية، وتطبق الإسلام وتحمل نوره للعالم أجمع.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فائق ناجح

آخر تعديل علىالأربعاء, 15 تموز/يوليو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع