- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
آيا صوفيا سيظل مسجدا ولو كره الكافرون
الخبر:
بابا الفاتيكان "يتألم من التفكير" في تحويل المتحف إلى مسجد. (بي بي سي)
التعليق:
بغض النظر عن الأبعاد السياسية والمكاسب الشخصية التي يمكن أن يحققها أردوغان من خلال استغلاله للمشاعر العارمة التي اجتاحت الأمة الإسلامية منذ إعلان قرار المحكمة التاريخي بإرجاع الأمر إلى نصابه وإعادة فتح المسجد الكبير أيا صوفيا لإقامة الصلاة فيه بعدما تحول متحفا منذ عام 1934م على يد مجرم العصر مصطفى كمال. بغض النظر عن هذه فإنه لا يحق إلا الحق، ولا يصح إلا الصحيح، ولا يعنينا تباكي الشرق أو الغرب على هذا التعديل. ومن المؤكد أن كل مسلم وصله خبر تباكي بابا الفاتيكان أو القس حنا عطا الله من فلسطين أو غيرهما، من المؤكد أن أول ما تبادر لذهن المسلم عند سماعه هذا النحيب الكاذب هو السؤال عن مساجد الأندلس المحتلة وصربيا وأرمينيا وتركمانستان ومساجد فلسطين المغتصبة التي حولها اليهود لخمارات ومراقص... أين كانت "ضمائركم" يا مجلس الكنائس العالمي، ألم تفرحوا لهذا التحويل وما زلتم تحتفلون به وتفخرون؟
نعلمكم يا بابا الفاتيكان ويا أعضاء مجلس الكنائس - إن كان لم يصلكم الخبر بعد - أن أتباعكم في تناقص وانحسار ولم تعد الكنائس تستقبل الزوار. فقد أورد موقع "دويتشة فيلله" تقارير صحفية وإحصائية أن الكنيستين الكبيرتين في ألمانيا، الكاثوليكية والبروتستانتية، تعانيان من تراجع في عدد الأتباع ورواد دور العبادة. ومن هنا يتم إغلاق وإزالة وهدم بعض الكنائس أو إعادة استخدامها لأغراض أخرى مثل رياض أطفال، ومدارس فنية، وصالات رياضية، وصالات حفلات، وغير ذلك.
وحسب تقرير صحفي للإذاعة الألمانية العمومية Deutschlandfunk يعود للعام 2017 فإن الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا في المائة سنة الماضية باعت 84 وأزالت 88 كنيسة، أما الكنيسة البروتستانتية فتقول الإحصائية إن 300 كنيسة الآن فارغة أو تستخدم لأغراض أخرى. وتمت إزالة أكثر من 100 كنيسة بين الأعوام 1990 و2014م... والحبل على الجرار. وقد بيع عدد منها للمسلمين وحولت لمساجد بعقود قانونية صحيحة، وهذا ما حصل من قبل حين اشترى السلطان الفاتح محمد مبنى آيا صوفيا من قساوسة ذلك العصر من حُرِّ ماله الخاص وأعدَّها للصلاة وطمس معالم الشرك والأصنام فيها، تصديقا وعملا بقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾، وصدق رسول الله ﷺ إذ قال في البشرى العظيمة حيث قال: « لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ هَذَا الدِّينَ، يُعِزُّ عَزِيزاً وَيُذِلُّ ذَلِيلاً، عِزّاً يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلّاً يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْر» مسند الإمام أحمد عن تميم الداري رضي الله عنه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا