- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
من لأطفال العالم غير الإسلام؟
الخبر:
توقعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومقرها مدينة نيويورك، أن يعاني ما يزيد على سبعة ملايين طفل إضافي من آثار سوء التغذية بسبب الأزمة الاقتصادية و(الاجتماعية) العالمية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.
وقالت المنظمة في بيان اليوم، إنه وقبل هذه الجائحة كان عدد الأطفال الذين يعانون آثار سوء التغذية وفقدان الوزن والنحول المفرط، يصل إلى 47 مليونا في العام 2019، ولكن مع انتشار الجائحة فقد ارتفع العدد تدريجيا إلى نحو 54 مليونا منذ بداية أزمة كورونا، وانعكس على زيادة في حالات الوفاة إلى ما يزيد على عشرة آلاف حالة وفاة إضافية لأطفال كل شهر، خصوصا في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بحسب البيان... (الدستور الأردنية).
التعليق:
إن الرأسمالية لم تترك من ويلاتها ومصائبها وأشواكها أحداً ولا شيئاً، بل انعكست آثارها على كل شيء في هذه الأرض، حتى الشجر والحجر لم يسلم من شرورها، فلسنا نستغرب أن نسمع أو نقرأ مثل هذا الخبر؛ 54 مليون طفل يعانون من سوء التغذية في العام 2020م.
نعم إنها الرأسمالية التي نظرت للمشكلة الاقتصادية على أنها مشكلة موارد وإنتاج، ولم تنظر إليها على أنها مشكلة توزيع، فركزت كل اهتمامها على زيادة الموارد وزيادة الإنتاج، ولم تأبه بالتوزيع، وتركت لجهاز الثمن أن يتولى مسألة التوزيع، فمن ملك الثمن ملك السلعة أو الخدمة، ومن لم يملكه حرم، ومن قدر على تحصيل الثمن قدر على تحصيل السلعة التي يريد، ومن لم يقدر حرم، ولذلك نرى الثروات الضخمة بأيدي شرذمة قليلة من الناس، بينما أكثر الناس يتضورون جوعاً، مع أن أكثرهم يكدّ أكثر وقته لتحصيل الحد الأدنى من أسباب العيش.
الإسلام، والإسلام فقط، هو الذي يضمن إشباع الحاجات الأساسية لكل فرد من أفراد الرعية، وتقوم الدولة في الإسلام برعاية شؤون غير القادرين على العمل فعلاً أو حكماً، ولا يبقى جائع في بلاد المسلمين، فـ: «أَيُّمَا أَهْلِ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعًا، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»، وقد سار المسلمون على هذا طوال تاريخهم؛ أفراداً وحكاماً، والحاكم في الإسلام هو أول من يجوع، وآخر من يشبع، لعلمه أن الله تعالى سائله عن كل فرد من أفراد رعيته، فهذا عمر بن الخطاب يردّ هدية والي أذربيجان، وكانت طعاماً شهياً، فحين وصل رسول الوالي إليه وقدّم له الهدية سأله: أكلُّ المسلمين يأكلون هذا الطعام؟ فقال الرسول: لا، بل هو طعام الخاصة، أي الأغنياء، فما كان من عمر إلا أن ردّ الهدية وبعث إلى واليه برسالة يقول فيها: كيف يعنيك ما يعنيهم، إن لم تأكل مما يأكلون؟ وعمر رضي الله عنه هو القائل مخاطباً بطنه: قرقري أو لا تقرقري، لن تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين.
فيا أيها المسلمون، لعلكم ترون العالم كم هو بحاجة إليكم وإلى مبدئكم، ودولته دولةِ الخلافة الثانية على منهاج النبوة، ليس فقط لتطبقوا الإسلام وتحملوه إلى الناس كافة، بل لتحققوا فيه العدل والرخاء، وتعيدوا توزيع الثروات فيه بحسب أحكام الشرع، فإلى إقامة دولة الخلافة ندعوكم أيها المسلمون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – الأردن
#كورونا | #Covid19 | #Korona