- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
دارفور: الحكومة تغض الطرف عن جريمتين عظيمتين!
الخبر:
قتل 60 شخصاً، وأصيب 54 آخرون، بمنطقة "مستري" 40 كيلومترا جنوب مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، وطبقا لما أوردت لجنة أطباء ولاية غرب دارفور، فإن منطقة "مستري" تعرضت لهجوم صباح السبت، من مليشيات مسلحة. (سودان تريبيون 2020/7/27م).
التعليق:
لقد انتشرت أحداث القتل هذه الأيام بشكل مريع، في كل أطراف السودان، انفلاتات أمنية، وصراعات قبلية، بغيضة أزهقت فيها الكثير من الأرواح، وتناثرت فيها الأشلاء والدماء، بشكل يدعو إلى الشك والريبة، مَـن وراء هذه الأحداث؟ ولماذا انتشرت هكذا كانتشار النار في الهشيم؟ وبمتابعة الأحداث فإن الواضح أن هذا الاقتتال يتجدد ويتسع، فقد نشر موقع سودان تريبيون في 2020/7/19م (لقي 3 أشخاص على الأقل مصرعهم وجرح آخرون إثر اشتباكات قبلية عنيفة شهدتها الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور مساء الأحد. وبحسب موقع "دارفور 24" فإن المدينة تشهد حالة من الفوضى والانفلات الأمني الواسع).
وفي 2020/7/20م (قالت تقارير صحفية إن عدد قتلى الاشتباكات القبلية التي تشهدها عاصمة ولاية الجنينة ارتفع الاثنين إلى خمسة أشخاص كما جرح أكثر من 7 آخرين) سودان تريبيون.
هذا غير الأحداث العنيفة في الأيام الماضية التي وقعت في شرق السودان، بورتسودان، كسلا، القضارف، ثم جنوب كردفان، وجنوب دارفور، والشمالية..إلخ.
إن تواتر هذه الأحداث غير طبيعي، هذا إذا أخذنا في الحسبان المفاوضات التي تجري بخصوص السلام، التي في الأصل أن تبشر بالسلام والأمان، إذا كانت مفاوضات نزيهة ومقاصدها حسنة.
والذي لا جدال فيه أن هناك جهات تتكسب من هذا الفراغ الأمني، ولا تتحقق أجندتها إلا في ظل الانقاسامات والصراعات، والحكومة بغض طرفها عن القضاء على هذه الأحداث ترتكب جريمتان: أما الجريمة الأولى: فهي التفريط في أمن الناس، الذي هو واجب على الحاكم وبفقده يكون الحاكم غير مؤهل لتولي أمور الناس، فقد قال النبي ﷺ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا». ابن حبان والترمذي وغيرهم.
أما الجريمة الثانية: فهي تهيئة البلاد للانقسام والتشظي كما حدث في انفصال الجنوب، حيث تهيئ هذه الأحداث للكافرين وعملائهم الأجواء، لشحن الناس بالدعاوى الانفصالية، فقد فصلت أمريكا الجنوب بهذه الدعاوى بواسطة عميلها البشير الذي اعترف في حوار مع موقع سبوتنيك الروسي في 2017/11/25م قائلا: (الضغط الأمريكي والتآمر الأمريكي على السودان كبير، مثلاً قضية دارفور وقضية جنوب السودان وجدت الدعم والسند من أمريكا، وتحت الضغوط الأمريكية انفصل جنوب السودان... السعي الأمريكي هو تقسيم السودان إلى خمس دول). والواضح أن عملاء بريطانيا في الحكومة الانتقالية يسيرون في الدرب ذاته عبر مفاوضاتهم مع الحركات المسلحة وتضمينهم في المفاوضات الحكم الذاتي الذي هو خنجر التقسيم والتمزيق.
لقد ثبت للناس جلياً أن هذه الحكومات العميلة (عسكرية كانت أو مدنية) ما هي إلا أدوات للمستعمر، تطبق حكمه، وتنفذ أجندته، ولكن أما آن لأهل السودان أن ينفضوا أياديهم عن هذه الأنظمة والحكومات العميلة ويدعموا مشروع الإسلام العظيم بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؟! قال النبي ﷺ: «الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» البخاري
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد جامع (أبو أيمن)
مساعد الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان