- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ آخر حج دون إمام
الخبر:
يمر علينا الحج هذا العام في ظروف استثنائية بعد قرار وزارة الشؤون الدينية السعودية اقتصار إقامة الموسم على أعداد محدودة من المقيمين داخل المملكة وإرجاء باقي معتزمي زيارة البيت الحرام لهذا العام للعام القادم بسبب جائحة كورونا، كما أصدر المركز الوطني السعودي للوقاية من الأمراض ومكافحتها البروتوكولات الصحية الواجب اتباعها والتي من بينها منع لمس الكعبة والحجر الأسود ومنع دخول الحجاج لمنى ومزدلفة وعرفات من دون تصريح.
يصاحب مرور الحج هذا العام شعور بحزن الملايين الذين حرموا من زيارة بيت الله الحرام وعدم اجتماع المسلمين من كل بقاع العالم كالمعتاد.
التعليق:
بعد الألم والحزن الذي استشعره كثير من المسلمين بسبب منعهم من دخول المساجد وخلوها لأسابيع من جموع المصلين إبان بدء انتشار فيروس كورونا؛ ومشهد خلو الكعبة من روادها من أجل التعقيم عقب ذلك؛ وما رافقه من أسى ولوعة؛ ها هي تلك المشاعر تعود لتلامس قلوب أعداد كبيرة من المؤمنين بعد بدء مناسك الحج هذا العام واقتصار الأمر على أعداد قليلة من الحجاج في ظل إجراءات مشددة.
إن لهفة المسلم وتشوقه لأداء العبادة لهي أمر بديهي وكذلك المشاعر الحزينة التي تراودنا في هذه الأوقات في ظل تخبط الأنظمة وعدم اتخاذها الإجراءات السليمة التي من شأنها أن تعالج مشكلة كورونا مع الخضوع للأحكام الشرعية المتعلقة بكل أمر وعدم إحداث البدع.
إن مشاعر الرغبة في فعل ما يرضي الله واجتناب ما يسخطه هو أمر إيجابي يشحن ذات المسلم ويقوي عزمه؛ ولكن كل الخير حين تكون تلك المشاعر مصاحبة لكل فعل فيه طاعة دون تفضيل بين عبادة وأخرى ودون تقليل من شأن أي معصية فلا تكون مشاعر موسمية.
حينما تطغى تلك المشاعر الطيبة سنجد المسلمين عامة يغضبون لما يغضب الله ويفرحون لما فيه نوال رضوان الله ويحزنون للتفريط في جنب الله؛ حينها فقط ستتجسد الخيرية لأمة الإسلام ولن ترضى الهوان الذي تعيشه اليوم؛ ستكنس عنها حكام الضرار الذين عطلوا شرع الله وستفرح لإقامة شرع الله من خلال دولة تطبقه؛ سيكون الحج عندها مقرونا بالدعوة والجهاد وستحزن إذا لم تتسن لها الفرصة لبذل الغالي والنفيس في سبيل الله.
ستفرح برمضان والحج وإقامة حدود الله والجهاد وتطبيق كل ما أمر الله وستثور وتغضب وتحاسب الحكام على كل تقصير في ذلك...
ستفرح لتعظيم شعائر الله ولتوحيد المسلمين وحجّهم خلف إمام واحد ولجهادهم تحت راية واحدة وستبغض تفرق جمعنا وتعدد الرويبضات ونفوذ الغرب الكافر.
فاللهمّ هيئ لأمة الإسلام رشدا واجعله آخر حج دون إمام... اللهمّ في هذه الأيام المباركة تقبل دعاءنا ووحد صفوف المسلمين وأعل الحق والدين... اللهمّ حبّب لنا شرعك وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه... اللهمّ اجعلنا أهلا لأمانتك ودينك ونصرك وتوّلنا فلا مولى لنا غيرك... اللهمّ عجل بفرجك وبرحمتك للعالمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي