- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسبب خيانة حكام المسلمين
أصبحت قضية فلسطين ورقة انتخابية لإمام الكفر ترامب
الخبر:
وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، صباح الاثنين، إلى مطار اللد بالقرب من تل الربيع، في مستهل جولة تشمل دولا عربية، وتأتي الزيارة التي تستمر خمسة أيام، ضمن المساعي الأمريكية لإقناع دول عربية بالتطبيع مع الاحتلال، على غرار الإمارات. ومن المتوقع أن يبحث بومبيو مع رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو ملف إيران والتبادل الاقتصادي وتعميق العلاقات بين الاحتلال وبقية دول الشرق الأوسط، ومنذ الاتفاق مع الإمارات، تسري تكهنات كثيرة بشأن دول أخرى مرشحة لتطبيع علاقاتها مع الاحتلال، بينها البحرين وسلطنة عمان والسودان. وبعد تل أبيب، يتوجه بومبيو إلى الخرطوم للبحث في العلاقات "الإسرائيلية" السودانية. ثم ينتقل إلى البحرين والإمارات، وفق المتحدث باسمه. (العربي 21)
التّعليق:
بعد تقزيم حكام المسلمين العرب والعجم لقضية فلسطين، وتحويلها من قضية الأمة الإسلامية إلى قضية عربية ثم إلى قضية فلسطينية تخص أهل فلسطين وحدهم، ثم وضعها في حضن منظمة التحرير التي أوكل لها إطلاق رصاصة الانتقام على قضية الأرض المباركة فلسطين، ثم تجزئة القضية إلى مسألة نزاع بين كيان يهود وسلطة أوسلو، نزاع على أقل من 20% من الأرض المباركة تزعم سلطة أوسلو أنها تريد إقامة دولة فلسطينية عليها... بعد مرور القضية في هذه المراحل التآمرية وصلت إلى أن أصبحت ورقة انتخابية على طاولة رأس الكفر أمريكا، في هذا السياق تأتي زيارة بومبيو وزير خارجية ترامب الذي يريد أن يرجع إلى رئيسه بورقة انتخابية ترجّح كفته أمام خصمه في الانتخابات الأمريكية القادمة في تشرين الثاني.
لقد بات من نافلة القول إجماع حكام المسلمين على الاعتراف بكيان يهود، وهذا بعد أن حذف فصل تحريرها من قاموس هؤلاء الرويبضات منذ اليوم الأول من احتلالها، ولا يوجد خلاف بينهم على الاعتراف والتطبيع مع يهود، ولكن لأن هناك رفضا عاما في الأمة لذلك، كان لزاما على هؤلاء "ترويض" الشعوب والتدرج في تقديم التطبيع وقبول هذا الكيان السرطاني ككيان طبيعي في جسم الأمة الطاهر، ومن يظن أنه تمكّن من ترويض وقهر من يحكمهم يصطف في أول صفوف المطبعين، ولكن المؤكد هو أنهم جميعا منتظرون دورهم للتطبيع، أما متى ومن يكون الأول فالثاني فالأخير، فهذا يعتمد على نجاح هؤلاء الرويبضات في تسويق خياناتهم للأمة من جهة، ومن جهة ثانية ترامب يريد استثمار هذه الخيانات وتوظيفها لمصلحته داخليا كورقة انتخابية، وإقليميا بتنفيذ خطط أمريكا الاستعمارية في البلاد الإسلامية، ومن ذلك تمكين ربيبتها دولة يهود من الولوج إلى بلاد المسلمين للإفساد فيها وتدمير مقدراتها.
إنّ حكام المسلمين ومن ورائهم أسيادهم في الغرب لا يعيشون بين الأمة، فلا يوجد عندهم إحساس بمعاناة الأمة، لذلك تقوم مخططاتهم وسياساتهم تجاه الأمة وقضاياها بناء على ظنون أو آمال، وهم يضعون مشاريعهم السياسية وفي ظنهم أن الأمة ميتة آو أنها ارتدت عن دينها، لذلك لا يرون بأسا في الهرولة والتطبيع، ولكن الواقع هو عكس ذلك تماما، فالعقيدة الإسلامية متمكنة في نفوس المسلمين والأرض المباركة فلسطين جزء من عقيدتهم، وكما فشلت الحكومات التي طبّعت مع كيان يهود على مدار عقود من الزمن؛ مصر والأردن وسلطة أوسلو، كما فشلوا في تطبيع الشعوب، ستفشل باقي الأنظمة في ذلك أيضا، وإنْ خلع الحكام ورقة التوت الأخيرة التي تستر عوراتهم، وسيحين تحقيق بشارة رسول الله ﷺ في قتال يهود وقتلهم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «تُقَاتِلُونَ الْيَهُودَ حَتَّى يَخْتَبِيَ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الْحَجَرِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ» (البخاري).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان