- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرأسمالية تدمر تقدير الفتيات لأنفسهن
(مترجم)
الخبر:
توصل استطلاع إلى أن ثلث الفتيات والشابات لن ينشرن صوراً لأنفسهن على الإنترنت دون استخدام تطبيق يساعد على تغيير مظهرهن، بينما قامت نسبة مماثلة بحذف الصور عندما حصلن على عدد قليل جداً من "الإعجابات" أو التعليقات. وتوصل استطلاع آراء الفتيات السنوي الذي أجرته Girlguiding إلى أن حوالي النصف يغيرن صورهن بانتظام لتحسين مظهرهن عبر الإنترنت وبهدف "العثور على القبول". وقالت 44٪ إن الخوف من انتقاد الآخرين لأجسادهن منعهن من الموافقة على التقاط صورهن. وفكرت ثمان من كل 10 مشاركات تتراوح أعمارهن بين 11 و21 عاماً في تغيير مظهرهن، واعتقد أكثر من نصفهن أن هذا من شأنه تحسين ثقتهن بأنفسهن أو جعلهن يشعرن بتحسن تجاه أنفسهن. ثلاثة أرباع هؤلاء يرغبن في إجراءات تجميلية، مثل حشو الشفاه والبوتوكس.
وقد أدى التعرض المتزايد للصور غير الواقعية للفتيات والشابات إلى تفاقم الضغوط التي يواجهنها. وقالت إحدى المشاركات: "أجد صعوبة في المرور عبر الإنستغرام لأن الجميع يبدو مثالياً ويقلل من ثقتي بنفسي". (صحيفة الجارديان)
التعليق:
إن مثل هذه الإحصائيات المروعة لحالة الصحة العقلية غير المألوفة التي أوجدتها المجتمعات الرأسمالية ليست بالأمر المفاجئ، لأنها نتيجة حتمية للأيديولوجية العلمانية الليبرالية. فالمجتمعات الرأسمالية ليس لها حدود ثابتة؛ كل شيء للبيع حتى أجساد البنات وتقديرهن لذواتهن. يتم استغلال النشاط الجنسي كأداة تسويقية، ويتم تصنيع المخاوف وعدم الأمان لبيع المزيد من العلاجات... وتستمر الدورة العلمانية المريضة بتجاهل مليارات الضحايا في جميع أنحاء العالم.
لا يستطيع الرأسماليون التفريق بين الرغبات والاحتياجات، لذا فإن كل شهوة تصبح ضرورة لأنها تبرر استغلالهم القاسي لأي شخص ضعيف بما يكفي للدوس عليه. في النهاية، حتى الجناة يشعرون بالفراغ من اليأس، لأن جشعهم المادي لم يشبع سجلاتهم ولم يرض أرواحهم.
يجب أن يشعر المسلمون بالحزن بشكل خاص لأننا نرى هذا الوضع المؤسف، فقد تلقينا توجيهات من رب العالمين، الذي أعطى الرجال والنساء أدواراً مميزة في المجتمع، وحدد كيفية تفاعلهم مع بعضهم بعضاً، وشرح بالتفصيل ما الذي يجوز استغلاله من أجل الربح، وما لا يجوز. وأكد الإسلام على وحدة الأسرة كمصدر قوة لشبابنا، بينما يحاول الرأسماليون إبعاد المستضعفين عن عائلاتهم، مما يجعلهم فريسة سهلة لمخططاتهم الشائنة. ويجب احترام الرجال والنساء بسبب شخصيتهم وليس صفاتهم الجسدية فقط.
ولكن أين هو النموذج الإسلامي اليوم ليرشد الضائعين الذين يعانون في ظل الهيمنة الرأسمالية؟ أين النموذج المشرق للمجتمع الإسلامي الخالي من القلق والضغوط الذي يساعد على نشر الهدوء والاطمئنان بين رعاياه بصورة لا يستطيع حتى العلماني تخيلها؟
بدون الخلافة على منهاج النبوة التي وعدنا ربنا بعودتها، سيستمر الرأسماليون في الاستغلال ويصبح العالم أكثر تعاسة. اللهم عجل لنا بعودتها يا الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا