- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بين درجتين
(مترجم)
الخبر:
خلال الأيام القليلة الماضية، شن مستخدمو الإنترنت هجمات عنيفة على صفحة وزارة الصحة على فيسبوك بشأن ما يُعتقد أنه تعامل غير عادل صفع وزير الصناعات الزراعية والسلع، داتو الدكتور خير الدين أمان رزالي. انتهك خير الدين الذي ينحدر من الحزب الإسلامي الماليزي قانون الحجر الصحي لمدة 14 يوماً المنصوص عليه في إجراءات التشغيل المعيارية لكوفيد-19 التابعة لوزارة الصحة. حيث يُطلب من جميع الماليزيين العائدين من الخارج خلال فترة أمر مراقبة الحركة الخضوع للحجر الصحي لمدة 14 يوماً وسيتم تغريم منتهكي القانون بشدة. لوحظ أن خير الدين الذي زار تركيا بين 3 و7 تموز/يوليو، كان حاضراً في البرلمان في 13 تموز/يوليو، في انتهاك واضح للحجر الصحي. ودفع خير الدين للمجمع 1000 رينجيت ماليزي، واعتذر وتبرع بـ 4 أشهر من راتبه لقضية كوفيد-19. ومع ذلك، ليست هذه هي القضية. فالهجمات عليه تتعلق بالمعاملة غير العادلة والصارخة التي تلقاها بقية السكان مقارنة بالنخب التي انتهكت هذا القانون.
التعليق:
من بين القضايا التي أثارها مستخدمو الإنترنت العقوبات غير العادلة التي تلقاها الناس العاديون الذين فشلوا في التقيد بإجراءات التشغيل المعيارية لكوفيد-19. إن مقارنة عقوبة خير الدين بقضية (سوار العمة الوردي) الذي تم تغريمه 8000 رينجيت وسجن ليوم واحد، ومكسان الذي تم تغريمه 4000 رينجيت وسجن 5 أيام، ونزار سيفغانغا الذي تم تغريمه 12000 رينجيت وسجن لمدة 5 أشهر متواصلة لهيمنته على وسائل التواصل الإلكتروني. وما زاد الطين بلة أن سبب المعاملة الجائرة معروف! سيخسر خير الدين مقعده البرلماني إذا واجه غرامة قدرها 2000 رينجيت ماليزي أو السجن. على هذا، علق أحد مستخدمي الإنترنت قائلاً: ".. كان على وزارة الصحة أن تتبع ذلك لأن هذا "كلوستر كايانجان" أي عار عليك. يشير مصطلح "كلوستر كايانجان" (الكتلة السماوية) إلى مصطلح المستخدم لإثارة استفزاز النخب الذين يكسرون إجراءات الوقاية من كوفيد -19 القياسية. كان نيريزينز سريعاً أيضاً في البحث عن الأخبار السابقة حول تعليق الحزب الإسلامي الماليزي على قضية مماثلة في الماضي. وقد وجدوا بالفعل أمثلة على انتقاد الحزب الإسلامي الماليزي معاملة الحكومة المماثلة للنخب عندما كانوا في مقاعد المعارضة. الآن، الشيء نفسه يُرد في وجوههم.
لا يستطيع المرء أن ينكر أنه من دواعي سرورنا قراءة تعليقات مستخدمي الإنترنت على القضية في وسائل التواصل، لكن إذا نظرنا إلى هذه القضية بشكل أساسي، عندما يهدأ الغبار، فلن يتبقى سوى كلمات النقد التي تترسخ في وسائل الإعلام. سيستمر كلوستر كايانجان في مكانه وستستمر النخب في الإفلات من الجرائم التي يرتكبونها. هذه هي الديمقراطية. فهل ستستمر ثقتنا في مثل هذا النظام في تطبيقه للعدالة؟! ما حدث هو مجرد مثال واحد صغير تظهر فيه عدم المساواة بشكل صارخ. الديمقراطية هي نظام الأقلية، من النخب، وللنخب، ومن أجل النخب. تميل الديمقراطية، بطبيعتها، إلى أن تكون غير عادلة، للسماح بمعالجات مختلفة للقانون، لرتبتين مختلفتين من الناس. إنها بطبيعتها نظام يخمر (درجتين) في جوفه. لا بد أن القادة المخلصين، وخاصة أولئك الذين يدعون أنهم "يناصرون" الإسلام، قد سمعوا بهذا الحديث الذي روي عن رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» (رواه البخاري ومسلم وأبو داوود والنسائي والترمذي وابن ماجه وأحمد).
فلينتبهوا لهذا الحديث، وإلا فسيبقون في متاهة المحن التي من شأنها أن تبعدهم عن طاعة الله سبحانه وتعالى ما داموا يثقون في هذا النظام البائس!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا
وسائط
1 تعليق
-
الشيئ من مأتاه لا يستغرب فهم صنيعة النظام الرأسمالي الجائر