- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تمنح تركيا دوراً جديداً في أفغانستان
الخبر:
تحدّث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عبر اتصال مرئي في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات الأفغانية الجارية في قطر فقال: "إنّ المفاوضات الأفغانية فرصة حقيقية تاريخية للسلام"، وأعرب عن أمله في عدم تفويتها واستغلالها بالشكل الأمثل، وأضاف: "نأمل أن تسفر المحادثات عن اتفاق سلام عادل ودائم في البلاد، وأن تكون أفغانستان دولة ديمقراطية ذات سيادة"، وأكّد أنّ افغانستان بحاجة اليوم إلى "دعم الأسرة الدولية أكثر من أي وقت مضى"، وقال بأنّ بلاده على استعداد "لتقديم كل أنواع المساهمات بما في ذلك استضافة إحدى جولات المفاوضات".
التعليق:
بالإضافة إلى أدوارها المعروفة في سوريا وليبيا وبعض الدول الأفريقية، ها هي تركيا تُعطى دوراً جديداً في أفغانستان، فيتم منح وزير خارجيتها كلمةً في الجلسة الافتتاحية في المفاوضات الأفغانية التي انطلقت في قطر السبت 2020/09/12 برعاية أمريكية بين الحكومة الأفغانية العميلة وبين حركة طالبان الأفغانية.
وتأتي هذه المحادثات بعد نجاح أمريكا قبل عدة أشهر في جذب حركة طالبان إلى طاولة المفاوضات وتوقيع اتفاقية سلام معها لتتخلص بها من تبعات وجودها المكلف في أفغانستان بعد عقود من غرقها في المستنقع الأفغاني، وتمّ ذلك بإدارة الدبلوماسي الأمريكي المحنك زلماي خليل زاده الذي كان له الدور الأبرز فيها، كما كان له دور بارز في احتلال أمريكا لأفغانستان من قبل.
وتريد أمريكا أنْ تُضيف تركيا إلى قائمة اللاعبين التابعين لها في المسرح الأفغاني إلى جانب كلٍ من باكستان وإيران اللتين رحبتا بانطلاق المُفاوضات الحالية في قطر بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية التابعة لأمريكا، والتي كانت حركة طالبان من قبل ترفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية لأنّها كانت تعتبرها مجرد دمية أمريكية.
تحتاج أمريكا إلى تركيا للضغط على حركة طالبان إلى جانب باكستان لإبقاء طالبان في حالة التفاوض مع الحكومة الأفغانية العميلة، فقال مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي الذي رعى جلسة الافتتاح: "أعتقد أنّ الجميع هنا يعرف أنّه كانت هناك جهود كثيرة وتضحيات قُدّمت لنتمكّن من الوصول إلى هذه اللحظة، وإنّ العالم بأسره يرغب في نجاح هذه المُفاوضات ويعتمد عليكم لتحقيق ذلك"، فأمريكا مُتلهفة إذاً لاستمرار طالبان في عملية التفاوض، وتبذل جهودا عظيمة لتحقيق ذلك، ومن هذه الجهود الزج بتركيا لتقوم بدور في هذه الجهود.
إنّ رغبة أمريكا باستمرار انخراط حركة طالبان في المُفاوضات وإشراك العالم معها في هذا الهدف ليؤكد على حقيقة ضعف وفشل أمريكا في أفغانستان، وكان واجباً على البلاد الإسلامية أنْ لا تلبي هذه المصلحة الأمريكية، لكي تُجبر أمريكا على الخروج من أفغانستان مهزومةً مُنكسرة من غير اتفاق.
فما كان ينبغي على حركة طالبان أنْ تقبل بالمفاوضات لأنّ قوتها كانت تكمن في رفضها للتفاوض في ظل الوصاية الأمريكية، وما كان لباكستان وتركيا وسائر البلاد الإسلامية المؤازرة للمفاوضات أنْ تنخرط في لعبة الضغط الأمريكية على حركة طالبان.
فأمريكا ضعيفة وقوتها تكمن فقط في قبول دول كباكستان وتركيا وإيران أدواراً ووظائف تُكلفها بها أمريكا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني