- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إنا نعوذ بك من خُبْثِ العلمانية وخبائث العلمانيين
الخبر:
بتاريخ 2020/09/12 أعلنت أجهزة الأمن في المغرب عن اكتشاف جثة الطفل عدنان بوشوف رحمه الله، وتبين أن خاطفه هتك عرضه قبل أن يقتله.
التعليق:
لقد أثارت هذه المأساة مزيجاً من مشاعر الحزن والغضب واللافهم لدى الشارع. فعلى قدر ما حزن الجميع وغضبوا لهذه النهاية المأساوية، على قدر ما عجزوا عن فهم هذه العقلية الشريرة التي تستمرئ مثل هذا الفعل القذر المنافي للفطرة، والتي تستنكف وحوش الغاب على الإقدام عليها.
وقد تعالت الأصوات مطالبة بإعدام المجرم إذهاباً لغيظ الناس ولجعل عاقبة هذا المجرم عبرةً لغيره، وطالب الناس بتفعيل التنفيذ الذي تم إيقافه منذ سنين تحت ضغط الهيئات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان. ونحن نضم صوتنا للشارع ونستنكر هذا الفعل الشنيع ونطالب بتنفيذ حكم الله في حق هذا المجرم، وهو القتل. قال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، وقال ﷺ: «لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ [كناية عن قتل القاتل]، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ» (متفق عليه).
ولكن ما يزيد حزننا وغضبنا هو إصرار بعض الجهات العلمانية على رش الملح على جراح الناس، وإصرارها على الاعتراض على حكم الإعدام، لا لشيء إلا لأنه حكم الله، فحتى مقابل هذا الجرم الفظيع، لا يريدون أن يعترفوا أن أحكام الله هي العلاج الصحيح والبلسم الشافي لأمراض وعلل المجتمع، بل وذهب أحدهم إلى حد القول بكل وقاحة إن الذين يصرون على تنفيذ حكم الله في هذا المجرم لا يقِلُّون وحشية عنه، ساء ما يحكمون!
ومرة أخرى يثبت هؤلاء العلمانيون أنهم في وادٍ وأن الأمة في وادٍ آخر، وأنه بقدر ما تتشبث الأمة بدينها وترى أن أحكامه وحدوده هي التي تحفظ المجتمع وترتب شؤونه وتقيه من تجاوزات المجرمين والذين في قلوبهم مرض، بقدر ما يُصرُّ هؤلاء العلمانيون على التشبث بأفكار ثبت للقاصي والداني أنها لم تنتج إلا التفسخ الأخلاقي والتسيب الفكري وجيوشاً من المجرمين.
لقد آن الأوان أن تُلفظ العلمانية أي فصل الدين عن الحياة لفظ النواة وأن يضع الناس العلمانيين موضعهم الذي يليق بهم ولا يلتفتوا لهرطقتهم وتفلسفهم ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾. لقد آن الأوان أن يستعيذ المسلمون من العلمانية والعلمانيين اسـتعاذتهم من الخُبثِ والخبائث.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مناجي محمد