- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يا وزير أوقاف النظام في الأردن! لا تقلق ماذا سيكتب عنك التاريخ
بل أعد جواباً حين تلقى الله رب العالمين
الخبر:
صرح وزير أوقاف النظام في الأردن عن قضية إغلاق المساجد بقوله: "أنا أتحمل المسؤولية أمام الله عز وجل، وللذين يقولون لي إن التاريخ سيكتب أقول: أتشرف أن يكتب التاريخ أن محمد الخلايلة أغلق المساجد حتى لا ينتشر الوباء بين الناس". وأضاف أن الكثير من بلاد العالم أغلقت المساجد لمنع انتشار الفيروس وليس الأردن فقط، مشيراً إلى أن الصحة تواجه يومياً 70-80 إصابة بـ"كورونا غير معروفة المصدر ولذلك جاء الغلق الاحتياطي لكثير من القطاعات والمساجد أحد هذه القطاعات.
التعليق:
إن المتابع لتصريحات وزير أوقاف النظام في الأردن، في محاولاته لتبرير جريمة النظام بإغلاق بيوت الله؛ يجد العجب العجاب!! فأدلة وزير الأوقاف المعمَّم لتبرير هذا الإثم العظيم هي أن الكثير من بلاد العالم أغلقت المساجد لمنع انتشار الفيروس وليس الأردن فقط، وأن مجمع الفقه الإسلامي أفتى بالالتزام بما يصدر عن المرجعيات الصحية والأخذ بتوصياتها بأمر إغلاق المساجد، واستشهد الخلايلة في أمر إغلاق المساجد بقصة طاعون دمشق قائلاً إن الناس حينها اجتمعوا في المساجد وتوجهوا لله بالدعاء ما دفع بانتشار العدوى بينهم ومات أكثر من نصف أهل دمشق.
فمتى كانت حوادث التاريخ دليلا شرعيا يا وزير الأوقاف؟!
ومتى كانت أفعال الدول وكثرة مَن منع وأغلق دليلاً شرعياً يا وزير الأوقاف؟!
ومتى كانت توصيات منظمة الصحة العالمية دليلاً يعتد به يا وزير الأوقاف؟!
أين أنت من قول النبي ﷺ: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ»؟ وأين أنت من قول النبي ﷺ: «مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمْ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدْ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ، عَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْخُذُ الذِّئْبُ مِنَ الْغَنَمِ الْقَاصِيَةَ»؟ بل أين أنت من قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾؟! نعم والله إن من يبوء بهذا الإثم العظيم ويمنع مساجد الله أن يذكر فيه اسمه وسعى في خرابها كما تفعلون طاعة لحكام ظلمة رهنوا قراراتهم للكافر المستعمر، فإن مصيرهم ومصيركم معهم خزي في الدنيا وفي الآخرة عذاب عظيم، فلا تقلق يا وزير الأوقاف من حكم التاريخ وكتابته عنك بل أعد الجواب أمام الله حين يسألك عن هذا الإثم العظيم!
وفي الختام نتوجه بنصيحة صادقة لكل من ركب سفينة هؤلاء الحكام الظلمة الذين عطلوا شرع الله ورموا أحكامه خلف ظهورهم؛ أن انزلوا من سفينتهم قبل فوات الأوان، ولا تزينوا للناس باطل الحكام، وأن استغفروا الله واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله، فما نفع الذين من قبلكم إذ قالوا: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً﴾ فهل تظنون أنه ينفعكم؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ عمر محمد الفاروق