- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مقتل تسعة مزارعين مسلمين من مورو في الفلبين في وضح النهار
(مترجم)
الخبر:
أفادت نشرة مانيلا أن تسعة مزارعين مسلمين من مورو قتلوا في كاباكان، شمال كوتاباتو، في الفلبين في 29 آب/أغسطس 2020. وقد أثارت هذه المذبحة غضب المسلمين. وشارك رجال الشرطة في مذبحة نهارية ضد هؤلاء المزارعين المسلمين بناءً على إعلان وفاة أحد الضحايا، وفقاً للمدير الإقليمي لمفوضية حقوق الإنسان في المنطقة 12.
وأخبر أقارب الضحية التاسعة محققي مفوضية حقوق الإنسان في المنطقة 12 أنه وقبل وفاته في المستشفى قام رجال الشرطة بإيقافهم وإطلاق النار عليهم. "هذا التصريح الصادر عن الضحية المحتضر الذي تمكن من التحدث إلى أقاربه قبل وفاته جاء فيه أن رجال الشرطة كانوا وراء القتل وسيكون لهذا صدى مهم جداً للقضية". وتتعامل مفوضية حقوق الإنسان في المنطقة 12 مع مذبحة تسعة مزارعين مسلمين من مورو على أنها "عمليات قتل خارج نطاق القضاء".
وقد أعلنت منطقة بانجسامورو ذاتية الحكم في مينداناو المسلمة أنها ستجري تحقيقاً في عمليات القتل حتى لو كانت خارج نطاق اختصاصها، مشيرة إلى أن "جميع الضحايا تم تحديدهم على أنهم من بانجسامورو".
وندد رئيس قوات بانجسامورو الإسلامية، سامي المنصور، في بيان نُشر على حسابه بموقع فيسبوك، بجريمة القتل، معتبراً أنها مجزرة. الحادثة التي قال إنها "تذكرنا بالفترة المظلمة في ماضينا غير القريب، عندما تم تطويق شعب بانجسامورو ومحاصرتهم في وطن أجدادهم، من جانب تلك القوى التي تتمتع بامتياز مع ضمان الإفلات من العقاب ومن ثم قتلوا بوحشية المدنيين العزل. إن القتل المتعدد في وضح النهار في طريق إقليمي يوحي بالثقة بأن لا أحد سيوقفهم، وأن لا أحد سيلاحقهم".
التعليق:
على الرغم من أن عرقية مورو المسلمة في الفلبين حالياً لديها حكومتها المستقلة تحت مظلة قانون بانجسامورو الأساسي الذي يعد جزءاً من اتفاقية السلام بين جبهة تحرير مورو الإسلامية والحكومة الفلبينية، فقد اتضح أن أمن مسلمي مورو لا يزال في خطر كبير. حيث تشير الدلائل إلى تورط الشرطة في مذبحة كاباكان؛ ما يعني الافتقار إلى تدابير السلامة لحياة مسلمي المورو على الرغم من أنه مكتوب في بند قانون بانجسامورو الأساسي، القسم 12 من المادة السادسة، على أن "الحكومة الوطنية يجب أن تضمن حماية الحقوق لشعب بانجسامورو المقيمين في مجتمعات خارج منطقة بانجسامورو المتمتعة بالحكم الذاتي".
هذا لأن استقلال بانجسامورو هو استقلال زائف، فلا يمكن أن يكون لديهم قواتهم العسكرية والشرطية الخاصة بهم، على الرغم من أنهم يتمتعون بالسيطرة المطلقة على الاقتصاد، بما في ذلك النظام القضائي والبرلماني الخاص بهم، ولكن لا يزال على حكومة بانجسامورو الامتثال لأحكام دستور الفلبين. قانون الحكم الذاتي هذا، في الواقع، لن يخلق أبداً استقلالاً أساسياً لمسلمي المورو، بما في ذلك النساء والأطفال الذين تعرضوا للقمع على مدى عقود كما فقد أكثر من 120 ألفاً منهم حياتهم منذ ما يقرب من 50 عاماً. أي قانون يقدمه نظام الكفار العلماني لن يسمح في الواقع للمسلمين بأن يتخذوا القرآن دستورا لهم على الرغم من منحها المزيد من السلطة في السياسة الاقتصادية وقليلاً من سلطة الشريعة الإسلامية. هذا القانون هو ببساطة فخ لترويض المسلمين ليصبحوا أكثر اعتدالاً وواقعية. كل الجهود التي بذلها دوتيرتي والمؤسسات الدولية تتلخص في هدف واحد، ألا وهو ألا تقوم للإسلام قائمة في جنوب الفلبين.
لا شيء مختلف يجري مع إخواننا في منطقة كاباكان، فحالهم كحال الدول ذات الغالبية غير المسلمة حيث يكون التمييز ضد المسلمين قوياً جداً، ومسلمو مورو في جنوب الفلبين ليسوا استثناءً. مقارنة مع أقرانهم من غير المسلمين، يتخلف العديد من المسلمين الذين يعيشون في جزيرة مينداناو كثيراً في حياتهم؛ لأن الحكومة الفلبينية تعتبرهم متمردين. وعلى الرغم من أن المنطقة هي أكثر المناطق خصوبة وثراء بالموارد الطبيعية في الفلبين، لكن الحقائق تظهر أن هذه المنطقة أصبحت أفقر منطقة في البلاد دون تنمية بعد الصراع الذي بدأ قبل أربعة عقود، فقد منعت الحكومة الفلبينية المسلمين من الحكم في أراضيهم والسيطرة على ثرواتهم.
نقلاً عن التصريح المنشور "القتل المتعدد في وضح النهار في طريق إقليمي يوحي بالثقة بأن لا أحد سيوقفهم، وأن لا أحد سيلاحقهم" ترك لنا سؤالاً أساسياً، لماذا لا توجد قيمة لحياة أمة محمد ﷺ في هذا العصر الحديث؟ حيث قال نبينا الكريم ﷺ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» (رواه النسائي).
في الآونة الأخيرة تحت قيادة دوتيرتي، أصبح النظام أكثر وأكثر قمعا ضد المسلمين كوكيل بالنيابة عن أجندة مكافحة الإرهاب. لعقود من الزمان، كان المسلمون ضحية عاجزة لحكم الكافر الضاري الذي أذن بوجوده النظام العالمي المتهم بالتمييز ضد المسلمين. طالما أن النظام العالمي لا يزال كما هو اليوم، فلا شك أن معاناة أمة محمد ﷺ في جميع أنحاء العالم لن تنتهي أبداً؛ لأن المشكلة الجذرية لكل هذه المعاناة ليست إلا بسبب غياب الخلافة التي هي درع المسلمين الذي سيقضي على هيمنة الكفار على المسلمين وسيحمي شرف النساء والأطفال المسلمين في جميع أنحاء العالم، ولنتذكر قول النبي ﷺ: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» (رواه مسلم)
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير