- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى متى الاستهتار بأرواح الناس وحياتهم؟!
الخبر:
توفي 6 أشخاص أمس، بينهم طفل جراء سقوطهم في حفرة امتصاص في قرية جنوب غرب دورا/ الخليل بالضفة الغربية في فلسطين.
التعليق:
ليست هذه الحادثة المفجعة هي الأولى ولن تكون الأخيرة في سلسلة الحوادث التي فيها استهتار بحياة الناس وأرواحهم وممتلكاتهم وكل أمور حياتهم، حيث يسود الإهمال وقلة رعاية الشؤون. فقبل حوالي أسبوعين توفي رجل في الخمسينات من عمره إثر سقوطه في حفرة امتصاص قرب منزله في الخليل وقبله طفل في رام الله... وحوادث عديدة مماثلة على مدى الأعوام السابقة.
وقد صرح مسؤول سلطة جودة البيئة، بهجت جبارين بأنه يوجد في الخليل 80 ألف حفرة امتصاص وكلها "قنابل موقوتة"، وأن شبكة الصرف الصحي في الضفة تغطي فقط 55% من التجمعات السكانية. ومن المعروف أن هذه الحفر الامتصاصية، تستخدم كبديل عن شبكات الصرف الصحي.
نحن في القرن الواحد والعشرين ولا زالت مناطق كثيرة تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة الصحية؛ تفتقر إلى شبكات الصرف الصحي، مما يضطر الناس إلى عمل هذه الحفر الامتصاصية الخاصة بدون أدنى إجراءات السلامة، لتكون قنابل موقوتة تتسبب بحوادث مميتة مثل حادث وفاة الأشخاص الستة مؤخرا. ناهيك عن تهديدها للبيئة، وتأثيرها على الحياة بفعل الروائح والأمراض التي تنبعث منها، خاصة تلك الموجودة بين الأحياء السكنية ووسط المناطق المكتظة بالناس، ما يعني زيادة أعداد المتضررين منها.
وحتى إن وجدت شبكات للصرف الصحي فهي قديمة ومهترئة ولا تستطيع استيعاب الزيادة السكانية المرتفعة التي طرأت على أعداد السكان خلال العقدين الأخيرين، فهي تحتاج إلى إعادة ترميم وإصلاح، ويجب توسعتها بما يضمن ضم البنايات الحديثة التي لا تضخ مياهها العادمة في شبكة الصرف الصحي، والتي كثيرا ما أدت إلى تلويث المياه الصالحة للشرب.
ففي محافظة الخليل كان هناك 380 عين ماء يعتمد عليها أهل البلد قبل نحو ثلاثة عقود، 90% منها الآن ملوثة نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي إليها.
ومن الجدير بالذكر هنا أن عدد المناطق التي تخضع لمجلس بلدي أو قروي في محافظة الخليل تصل إلى 54 مجلساً وبلدية. ولو ذهبتَ لمباني البلدية أو المجالس القروية فيها لوجدتَ مبانيَ ضخمةً حديثة كلفت الكثير من الأموال، بينما شؤون البلد من شبكات المياه والطرق والصرف الصحي تشكو الإهمال والنقص والعجز!
فأين أنتِ يا وزارة الحكم المحلي؟ وأين أنتم أيتها المجالس البلدية والقروية من رعاية الناس والقيام على شؤونهم؟! وأين الأموال الكثيرة التي رُصدت لهذه الأمور والخدمات؟! الجواب طبعاً معروف للقاصي والداني؛ فهذه السلطة هي سلطة جباية لا رعاية، سلطة نهب وسلب لا سلطة عمل وجهد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المكزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)