- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
وما زالت أمريكا تكذب في عدائها لعميلها طاغية الشام وهي تسعى لتثبيت أركانه
الخبر:
على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، أن بلاده لن تطبع العلاقات مع النظام السوري الشرير، ما لم يتخذ خطوات لتبني القرار الأممي 2254، المتعلق بالعملية السياسية في البلاد.
التعليق:
يأتي هذا الإعلان من جيفري ليُظهر نظام أسد المجرم بمظهر القوي الذي يرفض ويقرر بنفسه، وكأن له من الأمر شيئا، فيعتبر أن النظام المجرم رافض للحل السياسي الأمريكي المتمثل بالقرار الأممي 2254، مع أن النظام لا يملك أن يرفض أو يقبل فهو نظام عميل مدلل لدى أمريكا.
فهي التي حافظت على وجوده ومنعت سقوطه وقدمت له كل عون، فمنذ بدايات الثورة دعمته عن طريق إيران وحزبها في لبنان ثم عن طريق روسيا، هذا عسكرياً، أما سياسيا فمنذ بداية الثورة كانت أمريكا تعقد المؤتمرات وتعطيه المهلة تلو الأخرى ثم تسلمه المنطقة تلو المنطقة، ورغم تهديدات أمريكا بعدم سماحها له باستخدام أسلحة محرمة دولياً، إلا أنه استخدمها وغضت الطرف وسكتت عنه...
وكان أكبر مكرها عندما عملت على تحويل الثورة من ثورة لإسقاط النظام المجرم إلى قتال ضد الإرهاب، متغافلة عن إرهاب نظام بشار وجرائمه لتجعله سيفا مصلتا على أبناء الثورة، فكل جريمة للنظام المجرم مهما عظمت مغفورة! ولا يزال أهل الشام يذكرون كلمات أوباما الرئيس السابق لأمريكا والتي قال فيها إن "أيام الأسد باتت معدودة"، فقد استمرت أمريكا في خداعها وتضليلها بأنها ستسقط نظام أسد وتمنعه من القتل، إلا أن أياً من ذلك لم يحصل بل تحول الخطاب أخيراً للإقرار بالنظام وبشرعيته، فقانون "قيصر" الذي يوثق جرائم نظام بشار في سجونه وأقل منه يكفي كي يسقط أنظمة، عملت أمريكا على تفريغه من مضمونه، فبدل معاقبة نظام الإجرام على جرائمه صرحت أمريكا بأن الهدف منه تعديل سلوك النظام لا إسقاطه، والآن يلوح جيفري بالتطبيع مع النظام شريطة القبول بالقرار الأممي الذي يعرف تماماً أن نظام بشار سيستجيب له لأنه يثبت أركانه كما خططت سيدته أمريكا منذ بدايات الثورة.
والحقيقة أن الرافض للحل السياسي هم أهل الشام الثائرون على هذا النظام المجرم، لأنهم يعرفون أنه إنهاء لهذه الثورة، وعودة إلى حكم الطغيان حتى لو تغير الطاغية، ولأنه يسعى لتثبيت أركان النظام، وتصريح جيفري هذا يثبت ذلك فقبول النظام بالقرار الأممي يؤدي للتطبيع معه وبالتالي الاعتراف به وبشرعيته.
وعليه فإن على أهل الشام أن يدركوا حقيقة المكر الذي تحوكه أمريكا فلا يقعوا في شراكها، وعليهم الثبات على ثوابت ثورتهم، والاستمرار فيها بعيدا عن القرارات الدولية وعلى رأسها أمريكا، والإصرار على تحقيق أهداف الثورة بإسقاط النظام المجرم بكل أركانه ورموزه، ومن ثم تحكيم الإسلام كنظام يرضاه الله ويأمر به في ظل خلافة على منهاج النبوة، وأي خيار آخر هو تضييع لدماء الشهداء وانحراف عن مسيرة الثورة، وهدر لعظيم التضحيات التي قدمها أهل الشام في طريقهم للخلاص من هذا النظام المجرم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا