- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
فرنسا والإسلام
الخبر:
فرنسا تعتزم ترحيل 231 أجنبيا مدرجين على قائمة المراقبة للاشتباه في أنهم يتبنون معتقدات دينية متطرفة، وذلك عقب مقتل معلم عرض على تلاميذه رسوماً تسيء للنبي محمد ﷺ. (الجزيرة نت)
التعليق:
إن ما تقوم به فرنسا خاصة ودول الكفر عامة من قمع وسجن وتشريد وإبادة للمسلمين هو أكثر وأكبر مما يظهره الإعلام في وسائله المقروءة والمسموعة، ويكفينا في هذا المقام أن نسلط الضوء على ما يحدث في فرنسا، فإن فرنسا وحكامها شأنهم شأن كل الدول المحاربة للإسلام؛ فقد صرح الرئيس الفرنسي قبل أيام قليلة بأن الإسلام يعيش أزمة في العالم! يا ترى ما الدافع لماكرون أن يقول مثل هذا الكلام؟ هل لأنه أمن عدم عودة دولة الإسلام؟ أم لأنه خائف يترقب يقظة الأمة ونهوضها لإنهاء الأزمات العالمية التي جاءت من نتاج تطبيق النظام الرأسمالي؟
إن ماكرون عدو الله ورسوله وكل زعماء الرأسمالية في العالم يوظفون كل ما لديهم من قدرات وطاقات وأدوات لمراقبة المسلمين ومحاربة الإسلام سواء أكان في الداخل أم في الخارج، حتى إن الحرب شملت الساحة الإلكترونية ومواقع الإنترنت، وعندما يلاحظون مؤشرات انتشار الإسلام وأفكاره يصيبهم الخوف والهلع والذهول فيعيشون أزمة نفسية ممزوجة بحقد وبغضاء للإسلام وأهله، ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾، فقد صرح ماكرون بأنه سيكثف من محاربة الإسلام المتشدد... فحربهم على الإسلام هي حرب عقدية؛ فحرية التعبير عندهم تتجلى في الإساءة إلى نبينا محمد ﷺ وتقديم الجوائز لمن يبدع في الإساءة إليه! وتقوم الدنيا ولا تقعد على مقتل معلم أساء إلى رسول الله ﷺ، ويشردون من فرنسا المئات من الناس لمجرد الاشتباه بمعتقدات يرونها متطرفة، ولا يوجد معتقد يصفونه بالتطرف غير عقيدة الإسلام، أما من ذهب إلى مسجد في نيوزيلندا ليقوم بمجزرة في حق المسلمين فليس له أي معتقد يمكن وصفه بالتطرف!!
أيها المسلمون: إن الغرب يحاربكم عن عقيدة، أما ثرواتكم فهو يحصل عليها عن طريق حكامكم وإلا لما كان حالكم الذي تعيشونه من فقر وعوز وبطالة هكذا! فثرواتكم قد نهبت ولا زالت تنهب، ولم يبق لكم إلا عقيدتكم أن تنهب منكم فهل ترضون نهبها؟! فكتاب ربكم يحرق في السويد والدنمارك على مرأى ومسمع منكم ويتكرر حرقه مرات عديدة فهل ترضون حرقه؟! ونبيكم رسول الله يسيء إليه أرذل الخلق وأنجسهم فهل يرضيكم السكوت؟! وشريعة ربكم قد عطلت وحلت محلها قوانين ومواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي فهل يرضيكم أن تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير وتحتكموا إلى شرائع الكفر بدلا من الاحتكام إلى شريعة الإسلام؟! ما لكم كيف تحكمون؟!
أيها المسلمون: لن تروا العزة والكرامة إلا في ظل وجود دولة تقوم على أساس العقيدة التي تعتنقونها والتي يحاربكم الغرب لأجلها، فحاربوا عدوكم بالعمل لها ولإعادة كيانها المتمثل في دولة سماها رسول الله ﷺ خلافة راشدة على منهاج النبوة ووعد بها ربكم في كتابه لعباده المؤمنين العاملين، فكونوا رجالها وجنودها بحق مع حزب التحرير الذي أعد لها عدتها وكل ما يلزم من دستور وقوانين مستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله، فانصروه لعل الله أن يمكن لكم دينكم الذي ارتضى لكم ويمكنكم من رقاب الكفار أمثال ماكرون وترامب وبوتين وغيرهم ويبدلكم الله من بعد ضعف قوة ومن بعد خوف أمناً، ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. أحمد كباس – ولاية اليمن