- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يهم أن تحصد جائحة كورونا الأرواح عند حكومة حمدوك، إنما يهمها الإيرادات!!
الخبر:
في لقاء أجراه تلفزيون السودان ليل الاثنين الماضي، تمنى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ألا تضطر الحكومة لإغلاق البلاد جراء تفشي فيروس كورونا في موجته الثانية، مشيراً إلى أن الإغلاق في الموجة الأولى أفقد الدولة 40% من إيراداتها!
التعليق:
لقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان، ورفع من قدره، قال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾، أما المسلم فهو أعلى شأناً، وأعظم قدراً، فالنبي ﷺ يقول: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ». لذلك كان محور اهتمام الدولة الإسلامية؛ الخلافة، على مر العصور هو الإنسان، وتوفير حاجاته الأساسية؛ من مأكل وملبس ومسكن، وتعليم وتطبيب وأمن، والعمل على مساعدته لإشباع حاجاته الكمالية قدر المستطاع، يقول النبي ﷺ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ مُعَافىً فِي جِسْمِهِ عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا».
وقد عاشت البشرية في ظل الخلافة أزهى عصورها، وعندما هدمت الخلافة، وتمكن المبدآن الرأسمالي والاشتراكي الشيوعي من العالم، أوجدا شقاء وتعاسة لشعوب العالم أجمع، فالملايين قُتلوا في الحروب العالمية والإقليمية وغيرها، فكانت النتيجة فقراً ومرضاً وتشرداً فيما أسموه العالم الثالث، بعد أن نهبوا ثرواته وما زالوا.
وبعد أن انفرد المبدأ الرأسمالي بالعالم، زادت ويلات العالم، وزاد شقاؤه، لأن المبدأ الرأسمالي لا يهتم بالإنسان بقدر اهتمامه باستعمار الشعوب المستضعفة، وسرقة مقدراتها، وتسليط حكام عملاء له في هذه البلاد المنكوبة، لذلك فلا غرابة في تصريح حمدوك، عميل الغرب الكافر المستعمر، فهو لا يهمه أن يموت الناس بكورونا أو بغيره، وإنما همه هو الجبايات التي يأخذونها من فقر الناس وجوعهم. فإغلاق البلاد أو عدمه عند حمدوك مرهون بالاقتصاد، وليس بسلامة الناس، مثله مثل أسياده في الغرب، فمركز التنبه عنده الإيرادات.
فتعساً لهم من حكام لا يشبهون الأمة، والأمة لا تشبههم، فأمة الخير تحتاج أن تعود خير أمة أخرجت للناس، تقود العالم للخير والأمن والطمأنينة، والعيش الهنيء، ولا يكون ذلك إلا بقيام دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان أبو خليل
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان